وإيمان المؤمن بربه وخالقه يقوم على الدليل القاطع والحجة الناصعة ، والبراهين المبثوثة المشاهدة في أرجاء الكون الواسع ، المدعمة بوحي من الله إلينا بواسطة الرسل الصادقين .
وإذا عرف الإنسان خالقه العظيم ، واتصل به ، عرف أنه ملك لخالقه وحده، وأنه وحده الذي يستحق العبادة والطاعة والخضوع ، وبهذا يتحرر المؤمن من كل سلطان غير سلطان الله.
?يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? [البقرة:21] .
والمؤمن يعلم أن الله وحده هو الهادي إلى الحق القويم ، ولن يكون أحد أعلم بحقه منه سبحانه: ?هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ? من سورة النجم 32 ?قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ? من سورة البقرة 140 ?قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ? من سورة الحجرات آية 16 . ?وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ? من سورة الحج 54 .
فيأخذ المؤمن هداه من ربه العليم الخبير فيحيا في كنف ربه وخالقه ، يهتدي بهديه الذي لا يشوبه خطأ أو باطل ، ويخضع لأمر خالقه ومالكه .
?اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? [البقرة:257] .
والمؤمن بربه ينجو من جحيم الاختلافات بين المذاهب والطرق البشرية القاصرة الضيقة التي يضعها بشر يزدادون علماً كل يوم ولا يزالون ينتظرون في كل يوم علماً جديداً يزيل عنهم جهلهم. أنه يتلقى الهدى من خالقه كل شيء الذي أحاط علماً بكل شيء ، والذي خلق الناس ومنحهم مقدرة محدودة بها يتعلمون ما جهلوا ، ويهتدون إلى ما غاب عنهم .