فهرس الكتاب
الصفحة 2 من 337

أما أنت أيها الشاب المسلم ، فاعلم أن علم التوحيد هذا هو أصل دينك فإذا جهلت به فقد دخلت في نطاق العمي ، الذين يدينون بدين لا دليل لهم عليه ، وإذا فقهت هذا العلم كنت من أهل الدين الثابت الذين انتفعوا بعقولهم .

قال تعالى: ?أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ? صدق الله العظيم .

فإذا انتفعت بهذا العلم ، وبغيره من العلوم النافعة فإن عليك أن تعلم أهلك وأصحابك، فتكون من الدعاة إلى الله الذين قال الله فيهم: ?وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ? صدق الله العظيم .

وبهذا أيها الإخوة تكونون مصابيح مضيئة بين أهلكم وأمتكم ينتفع الناس بكم.

أسأل الله أن يجعل العمل خالصاً لوجهه ، وأن يجعله طريقاً موصلاً إلى رضوانه.

نور الإيمان وظلمة الكفر

ما هو الإيمان؟

قال عليه الصلاة والسلام: (ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل) .

وقال تعالى: ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ? [الحجرات:15]

فالإيمان هو التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وهو تصديق ثابت مستقر في القلب لا يخالطه شك أو ريب . قد انعكس على صاحبه فأصبح سلوكاً وأعمالاً صالحة مشاهدة .

الركن الأول:

وأول أركان الإيمان وأساسه هو الإيمان بالله الذي هو تصديق المؤمن بأن له خالقاً ، عليماً ، حكيماً أوجه ولم يكن شيئاً مذكوراً . وخلقه من مني يمنى ، وصوره فأحسن تصويره، وجاء به إلى هذه الدنيا كما جاء بأبيه وأمه من قبله .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام