(ومعنى ذلك... إثباتُ ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو نفيه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم أو نفاه ؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل ولاتشبيه ....لأن الله أعلم بنفسه من غيره ، ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه) .
فأما التكييف: فمشتق من الكيف 0 والكيف هو الهيئة والماهية والشكل 0
وهو أن يعتقد المثبت أن كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا من غير أن يقيدها بمماثل وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل: فيكون التكييف هو حكاية كيفية الصفات وشكلها أو هيئتها ، كطولها وعرضها وحجمها ونحو ذلك 0
وأما التمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثل لصفات المخلوقين , وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل 0
والتشبيه: كالتمثيل وقد يفرق بينهما بأن التمثيل هو التسوية في كل الصفات والتشبيه التسوية في أكثر الصفات , لكن التعبير بنفي التمثيل أولى.
وهذا يعني أننا لانثبت لله ولا ننفى عنه إلا ما جاء به الكتاب والسنة - فحسب - إثباتا بلا تحريف ولاتعطيل ولاتكييف ولاتمثيل...
ثم اعلم أن أسماء الله أعلام وأوصاف بخلاف أعلام البشر فإنها أعلام محضة , فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل ، وحكماً وهو ظالم ، وعزيزاً وهو حقير ، وكريماً وهو لئيم ، وصالحاً وهو طالحوهكذا.
قال ابن القيم - رحمه الله:
"أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت ، فإنها دالة على صفات كماله ، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية ، فالرحمن اسمه تعالى ووصفه ، لا تنافي اسميته وصفيته ، فمن حيث هو صفة جرى تابعاً على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورود الاسم العلم"أ.هـ
وأسماء الله مهما كان عددها , هى أسماء عده لمسمى واحد , هو الله جل جلاله , تقدست أسماؤه.... وأَن تعدد هذه الأسماء الحسنى لا يستلزم تعدد الذات لكنه يقضي بتعدد الصفات التي تدل عليها الأسماء..!!!