الصفحة 22 من 131

وأئمتها وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقه وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر والمقيم أينما كان فهو سبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم ومطلع وأخبر أنه ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه وأنه وهو القاهر فوق عباده وأن الملائكة يخافونه من فوقهم وهذا المعنى حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة وقال فإني قريب وقال ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد وقال إن الذين تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته وقال ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا

فكل ما في الكتاب والسنة من الأدلة الدالة على قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه علي في دنوه وقريب في علوه والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة جدا وذكرنا بعضها في الانتقاد الرجيح وفي الصحاح والسنن جميعا وقد أشار النبي في أعظم مجامعه في حجة الوداع وفي آخر عمره إلى السماء يقول باصبعه اللهم اشهد وفي الصحيحين قصة المعراج وهي متواترة وفيه أعظم دلالة على علوه تعالى فوق سبع سموات وسؤال السائل كيف استوى وكيف نزل بدعة قال ابن قتيبة ما زالت الأمم عربهم وعجمهم في جاهليتها وإسلامها معترفة بأن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام