فهرس الكتاب
الصفحة 680 من 700

[58- باب ما جاء في الإقسام على الله]

عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عزّ وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك"1. رواه مسلم.

وفي حديث أبي هريرة: أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.

فيه مسائل:

الأولى: التحذير من التألي على الله.

الثانية: كون النار أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.

الثالثة: أن الجنة مثل ذلك.

الرابعة: فيه شاهد لقوله:"إن الرجل ليتكلم بالكلمة"إلخ.

الخامسة: أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه.

ش: قوله:"باب ما جاء في الإقسام على الله".

ذكر المصنف فيه حديث جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان. قال الله عزّ وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك"2. رواه مسلم.

قوله:"يتألى"، أي: يحلف، والألية بالتشديد الحلف. وصح من حديث أبي هريرة.

قال البغوي في"شرح السنة"- وساق بالسند إلى"عكرمة بن عمار [نا ضمضم بن حوس] - قال: دخلت مسجد المدينة فناداني شيخ قال: يا يمامي، تعال، وما أعرفه، قال: لا تقولن لرجل: والله لا يغفر لك أبدًا ولا يدخلك الجنة. قلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال: أبو هريرة، قال: فقلت: إن هذه كلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب، أو لزوجته أو لخادمه، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهد في العبادة، والآخر كأنه يقول: مذنب،

1 مسلم: البر والصلة والآداب (2621) .

2 مسلم: البر والصلة والآداب (2621) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام