الصفحة 21 من 60

و (الأُسْرُب) (1) ، ومنه الحديث:"من استمع إلى حديث قوم صُبَّ في أُذنه الآنك"، وهو الأُسْرُب (2) .

(( والرَّصاص بفتح الراء أكثر من الِّرصاص، والعامة تقوله بكسر الراء. وشاهد(الرَّصاص) بالفتح قول الراجز:

أنا ابنُ عمرو ذي السَّنا الوبَّاص ... وابنُ أبيه مُسْعَطُ الرَّصاص

وأول من أسعط بالرَّصاص من ملوك العرب: ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزْد )) (3) .

وقد عرفت العرب هذه المادّة (ر ص ص) ، واستخدمتها لدلالات كثيرة، إذ (الرَّصاص) : الأزيز، وهو أيضا: صوت الرّعد من بعيد، وصوت البكاء في الجَوْف (4) .

أما إطلاق (الرصاص) على ما هو معروف ومتداول في العصر الحديث من استخدامه مع ما يُرمى به من البُنْدُق أم المسدَّس، فعُرْف محْدَث (5) .

والجديد الذي أضافته العرب في تعريب (الرَّصاص) فهو أنها حوّلتْه من صيغته الأعجمية، وأضفتْ عليه صِبغة عربية؛ إذ اسم (الرصاص) بالأعجمية: (إِرْزِرْز) ، فأبدلت الصاد من الزاي، والألِف من الراء الثانية، وحذفت الهمزة من أوّله، وفتحت الراء من أوّله فصار (رَصاص) على وزن: فَعَال (6) .

(1) دراسات في فقه اللغة: 356.

(2) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: 1/98

(3) اللسان (رصص) : 7/41.

(4) المعجم المفصل في الأصوات: 129.

(5) المعجم الوسيط: 1/348.

(6) المزهر: 1/ 284، وتصحيح الفصيح وشرحه، لابن درستويه: 266.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام