[أجر من أحيا سنَّة من سنن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -]
97 -وعن عمرو بن عوفٍ - رضي الله عنه - مرفوعاً: (( من أَحيا سُنَّةً من سُنَّتي قد أُميتتْ بعدي فإنَّ له من الأجر مثل أَجر من عمل بها من النَّاس ما ينقص من أُجور النَّاس شيئًا، ومن ابتدع بدعةً لا يرضاها الله ورسولهُ فإنَّ عليه مثَل إثم من عمل بها من النَّاس لا ينقص من آثام النَّاس شيئًا ) ). رواه التِّرمِذِيُّ وحسَّنه وابن ماجه -وهذا لفظه- [1] .
(1) رواه الترمذي العلم (5/ 44) رقم: (2677) ، وابن ماجه المقدمة (1/ 76) رقم: (210) كلاهما من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبيه عن جدِّه.
نسخة عمر بن عوف هذه معروفة. كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده يحسنها الترمذي كثيرًا وهي إسنادها ضعيف أو ضعيف جدًا؛ لأن كثير فيها ابن عبد الله صاحب نسخة ضعفوه أو بعض الأئمة تركه، لكن ما دل عليه الحديث دلت عليه الأحاديث الأخر ونقف عند قوله فيه (( ومن ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله ) )فإن هذه اللفظة استدل بها بعض من يقسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة؛ لأنه قال بدعة لا يرضاها الله ورسوله قالوا فمفهومها أن ثم بدعة يرضاها الله ورسوله، لكن هذا ليس بفهم صيح؛ لأن هذه ليس لها مفهوم بل هذا تأكيد للمعنى يعني بدعة لا يرضاها الله ورسوله يعني وكل بدعة لا يرضاها الله ورسوله فهي في هذا كقوله -جل وعلا-: {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} الآية، فقوله {إِلَهَا آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} ليس مفهومه أن ثم دعاء إله آخر للمرء فيه برهان، كذلك هنا (( من ابتدع بدعة لا يرضاها الله ورسوله ) )؛ لأن كل بدعة لا يرضاها الله ورسوله وكذلك كل دعاء لإله آخر لا برهان للمرء به فليس ثم بدعة يرضاها الله ورسوله؛ وذلك لأن المراد بالبدع هنا البدع في الدين أما البدع في الدنيا فهذه لا تدخل في مسمى البدع الشرعية فما نهي عنه من اسم البدع والمحدثات فإنما هي محدثات في الدين أو بدع في الدين اهـ.