الصفحة 56 من 92

82 -وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان ناسٌ من أصحاب النبي - يكتبون من التوراة فذكروا ذلك لرسول الله - فقال: (( إنَّ أحمق الحُمْقِ وأَضلَّ الضلالة قومٌ رَغِبُوا عمَّا جاء به نبيُّهم إليهم إلى نبيٍّ غير نبيِّهم، وإلى أمةٍ غير أُمَّتِهم ) )، ثم أنزل الله: - أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ - [العنكبوت: 51] . رواه الإسماعيليُّ في"معجمه"وابن مَرْدُويَه [1] .

(1) رواه الإسماعيلي في"معجمه" (3/ 772) رقم: (384) : حدثنا داود ابن رُشَيد حدثنا فِهْر بن زياد الرَّقي حدثنا إبراهيم بن يزيد بن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعد عن أبي هريرة.

حديث عائشة في اتباع المحكم وترك المتشابه بأنه يجب أخذ القرآن المحكم وترك المتشابه واضح والأحاديث بعدها واضحة، أما ما جاء في ذكر قراءة التوراة وذكر الحديثين فيه حديث أبي هريرة وحديث عبدالله بن ثابت فإن فيها النهي عن قراءة التوراة والإنجيل لأننا أعطينا القرآن والوصية بالقرآن ولا يجوز لأحد ولا يحل له أن ينظر في التوراة والإنجيل نظرًا للقراءة لكن أباح العلماء للعلماء أن ينظروا فيها للرد على اليهود والنصارى ولإقامة الحجة عليهم أخذًا من إقراره عليه الصلاة والسلام لعبدالله بن سلام أن يُؤتى بالتوراة لمعرفة حد الزاني فوضعوا يدهم على حد الرجم فالله -جل وعلا- يقول: - قُلْ فَاتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ -، فهذا في مواضع الرد عليهم لا لمجرد القراءة.

ش4 وجه ب 26/ 5، 18/ 6/1419 هـ

أيضًا مما له حكم التوراة والإنجيل كل ما فيه إضلال عن هدي النبي - وسنته من الكتب المضلة ككتب السحر والكهانة وضرب الرمل وكتب الضلال المختلفة في ذكر النجوم والأفلاك وتأثيراتها، أو كتب الصابئة أو كتب الوثنيين في الاطلاع عليها هذه لاشك أنها كلها من الدين الباطل أصلاً، والتوراة والإنجيل فيها تحريف، تحريف ألفاظ وزيادات وفيها حذف إلى آخره، ففيها حق كثير ولذلك نؤمن بأصل التوراة والإنجيل الموجودة هذه التي أنزلها الله -جل وعلا- نؤمن بها ولا نكذب بشيء مما أنزل ربنا، لكن هذه لما جاء فيها التحريف وصارت الرسالة من النبي - لهذه الأمة لم يجز النظر فيها كيف يجوز النظر في كتب الوثنين وكتب أهل السحر والشعوذة ونحو ذلك؟ ولهذا ضل قوم زعموا أن تعلم الأوفاق جائز وأن النظر في هذه وتعلمها للردع أنه لا بأس به ونحو ذلك. لاشك أن هذا من أبطل الباطل فلا يجوز لأحد أن يُقر ذلك ولا أن ينظر فيه هو إلا لعالم يريد الرد، عالم يريد إيضاح الشريعة، عالم مأمون على ذلك يريد الرد فإن هذا يجوز بشرطه دون غيره.

سؤال: هل يقاس على التوراة الاستماع على الإذاعات التي تتحدث عن دين النصارى وعقائدهم؟

الجواب: طبعًا لاشك بل تلك أخطر لأن فيها دعاية وفيها أسلوب قد يكون مؤثرًا فالاستماع لهم في بعض الإذاعات التي تنشر دينهم لاشك أن هذا أعظم في التأثير من قراءة التوراة المجردة؛ لأن هذه يصبغونها بدعاية وبألفاظ جميلة وربما بأصوات حسنة وتغري السامع والواحد يجب عليه أن يحافظ على دينه.

وسألت مرة بعض الصالحين من أهل العلم وأهل العلم إن شاء الله جميعًا فيهم صلاح وهو موجود حي، نسأل الله أن يثبتنا وإياه وينفعنا وإياه قلت له كيف الحال عسى الأمور إن شاء الله زينة ومطمئنة، قال لي الواحد ما يرتاح إلا أن يموت، وهذه كلمة ليست سهلة؛ فعلاً ما يرتاح المؤمن لأنه يطمئن؛ لأنه في الحياة تَقَلُب، الواحد يصبح مؤمناً وقد يمسي غير ذلك، فالواحد ما يرتاح ولا يطمئن إلا إذا جاءه الأجل وهو ثابت هذا الاطمئنان هذا هو القلب الحي، أما القلب عرضة لتقلب والتنقل واليوم أنت تعرف اليوم المغريات كثيرة والشهوات، والشبهات أكثر الآن لأن الشهوات تأثيرها وقتي لكن الآن الشبهات كثيرة شبهات في أصل دين الإسلام وشبهات من المسلمين فيما بينهم على التمسك الهدى الصحيح وطريق الفرقة الناجية، وأمور كثيرة، فالواحد فعلاً ما يطمئن حتى يلقى الله -جل وعلا- وهو ثابت وعسى الرب - جل جلاله - أن يكرمنا وإياكم بعفوه ومنته ورحمته فنحن ضعفاء لفضله ولو وكلنا إلى أعمالنا أو إلى علمنا أو إلى ما قدمنا نهلك لكن ما ثم إلا عفو الله -جل وعلا- الهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة إنك سميع مجيب، والله المستعان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام