الصفحة 5 من 92

أخرجاه.

[علم الله سبحانه]

4 -وعن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه - قال: رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاتَيْن ينْتَطِحانِ فقال: (( أتدري فيم يَنْتَطِحَأن يا أبا ذر؟ ) )، قلتُ: لا، قال: (( لكِنِ اللهُ يدري وسَيَحكُمُ بينهُمَا ) ) [1] . رواه أحمد.

[إثبات السمع والبصر لله]

5 -وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية:

{ ... } إلى قوله: { ... } [النساء: 58] ويضع إبهامَيْهِ على أُذُنيهِ والتي تلِيهَا على عينيه" [2] ."

(1) رواه أحمد (5/ 162) : ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن سليمان عن منذر الثوري عن أشياخ لهم عن أبي ذر.

هذا في تتمة الكلام على الإيمان بالله -جل وعلا- وقد ذكرنا لك أن الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - إيمان بالربوبية والألوهية، والأسماء، والصفات، وهذا ذكر لبعض الصفات وهنا قال: (( ولكن الله يدري ) )ودراية الله -جل وعلا- فيما ينتطح الكبشان أو العنزان يعني علمه - سبحانه وتعالى - بذلك.

ومعلوم أن باب الأخبار أوسع من باب الوصف، فإن لفظ أو صفة الدراية لا يوصف الله -جل وعلا- بها لكن يطلق على الله -جل وعلا- من جهة الإخبار أنه - سبحانه وتعالى - يدري بهذا الشيء؛ لأنها من فروع العلم فهناك صفات لها جنس، فالعلم جنس تحته صفات فجنس ما هو ثابت يجوز إطلاقه على الله -جل وعلا- من جهة الخبر.

(2) رواه أبو داود كتاب السنة (4/ 233) رقم: (4728) ، وابن خزيمة في"التوحيد" (1/ 97) رقم: (46) ، وابن حبان (1/ 498) رقم: (265) ، والبيهقي في"الأسماء والصفات" (ص: 179) ، الحاكم (1/ 24) ، كلهم من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حرملة بن عمران عن أبي يونس مولى أبي هريرة -اسمه سليم بن جبير- عن أبي هريرة.

هذا الحديث مشهور من جهة دلالته على إثبات الصفة بالإشارة وإثبات الصفة بالإشارة كان يفعله بعض السلف؛ لأنه يشير إليها بيده فيشير إلى الأصابع باصابعه، ويشير إلى اليد بيده ويشير إلى السمع والبصر بإبهامه كما فعل هنا أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: { ... } ووضع يديه هكذا.

وهذا عند أهل العلم معناه إثبات الصفة بمعناها المتعارف عليه عند الإنسان عند المخاطب ومعلوم أن المسلم يثبت الصفة مع قطع المماثلة هذا على قاعدة ليس { ... } فإذا أشار إلى عينه أو أشار إلى سمعه فإنه لا يعني بذلك المماثلة وإنما يعنى بها أن العين هي ما تعلم أنها عين، والله -جل وعلا- له عين سبحانه لا تشبه الأعين، ... { ... } كذلك له سمع ليس كمثل سمع المخلوق، فإذن الإشارة معناها إثبات معنى الصفة بما يعهده المخاطب من معناها فيشير لأجل تحقيق ذلك. وبعض أهل العلم قال: الإشارة لأجل إثبات الحقيقة، وهذا ليس بجيد لأنه يقتضي أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز موجود عند الصحابة، وهذا ليس بصحيح فإن الكلام عند الصحابة حقيقة كله؛ لأن كلام العرب حقيقة وظاهر والمجاز المدعي نوع من الحقيقة التركيبية والظاهر التركيبي.

فالمقصود هنا، إذا قيل لبيان الحقيقة فإنه لبيان حقيقة المعنى فلا بأس، وإذا ظُن أن الحقيقة هنا، يعني الحقيقة المقابلة للمجاز فهذا غلط ولا يصح أن يُنسب إلى الصحابة؛ لأنه لا تقسيم للكلام عندهم إلى حقيقة ومجاز.

إذا تبين هذا فلا يناسب عند الناس وعند العوام أن يُشار بالأصابع أو يُشار باليد إلى العين أو نحو ذلك؛ لأن العامة قد تفهم من هذا التمثيل والتشبيه ولهذا أنكروا على كثيرين ممن قال إن الله يقبض السماوات بيده ولو أشار لا إراديًا ينكر عليه العامة لعدم قبولهم مثل هذا، وهذا أوجه من الإشارة؛ لأن الزمن مختلف.

الأسئلة:

سؤال: في الحديث أن النبي قال: إن الله يوم القيامة يضع الأرض على إصبع ... ، وأشار بيده.

الجواب: لا، هذا الذي أشار الحبر اليهودي، وليس هو النبي عليه الصلاة والسلام. وقال: إن الله يضع السماوات على ذه، والأرض على ذة، والشجر على ذه، إلى آخره وفي بعضها أنه قال على إصبع عدّ خمس، وفي بعضها ستة، وفي بعضها أقل، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - تصديقًا لقول الحبر وهذا

لا إشكال فيه؛ لأنه مثل ما ذكرنا؛ لأنه لأجل بيان المعنى مع قطع المماثلة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام