الصفحة 2 من 92

1ـ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم: (( قال اللهُ تعالى: أنا أغْنى الشُّركاءِ عن الشِّركِ، من عملَ عملاً أشركَ فيه معِيَ غيري تَركْتُهُ ) ) [1] .

(1) رواه مسلم كتاب الزهد (4/ 2289) (رقم 2985) .

هذا الكتاب كتاب أصول الإيمان جمع فيه الإمام المجدد -رحمه الله- الأحاديث التي في الإيمان، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، وما يتصل بذلك من الأمور فهو جمع أحاديث متنوعة أصول في هذا المبحث العظيم مبحث الإيمان.

والإيمان أركانه ستة كما هو معلوم:

الركن الأول: هو الإيمان بالله، والإيمان بالله ثلاثة أقسام:

الأول: إيمان بربوبية الله، بأنه واحد -جل وعلا- في ربوبيته لا شريك معه.

الثاني: إيمان بألوهية الله وأنه واحد في إلهيته يعني في استحقاقه العبادة لا ند له.

والثالث: الإيمان بالأسماء والصفات وأنه سبحانه واحد في أسمائه وصفاته لا مثيل له.

الشيخ -رحمه الله- هنا يذكر من الأحاديث الآن ما يرجع إلى كل واحد من هذه لينبهك على أصل على أصول الإيمان فذكر حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) ).

وهذا يفيد فوائد في الإيمان:

الفائدة الأولى: توحيد الربيوبية إذ قوله: (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) )، وذلك لتمام ربوبيته سبحانه وانفراده بها فلكونه الرب وحده هو أغنى الشركاء عن الشرك إذا الإشراك به -جل وعلا- باطل؛ لأنه هو الرب وحده دونما سواه.

وقوله: (( من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري ) )هذا فيه توحيد الإلهية وهذا مبسوط في شرح كتاب التوحيد وغيره المفصود التنبيه على أن الحديث يدل على نوعين من التوحيد:

توحيد الربوبية وتوحيد الإلهية وبه يصلح الاستشهاد على تفسير الإيمان بالله يعني بربوبيته وإلهيته. والشركاء من حيث الواقع لا يقصد بهم هنا الشركاء في العبادة.

والشركاء إذا كان فيه واحد من الشركاء في العبادة أو في غيرها يستغنى عن أن يكون له شريك في صاحبه فالله -جل وعلا- هو أغنى الشركاء عن الشرك.

ومعلوم أن الكريم من الناس الأبي السيد السلطان القوي إذا أحس أن فلانًا من الناس له ولغيره أبي، ويريد أن يكون واحدًا لواحد مثل ما قال -جل وعلا-: { ... } العبد ما يشترك فيه أكثر من واحد وإذا اشتركوا يصير فيه عضاضة فيريد واحد لواحد، فالله -جل وعلا- أغنى الشركاء عن الشرك فإذا كان فيه شركاء يبغضون الشركة فالله -جل وعلا- هو أغنى الشركاء عن الشرك. إذا كان الشركاء في حال البشر يستغنون عن الشركة ويريدون أن يستغنوا عنها ولا يقبلوا بأن يكون هذا يتوجه للجميع أو يكون مواليًا للجميع، فالله -جل وعلا- أغنى الشركاء عن الشرك. كذلك في العبادة فإن توجه الواحد إلى أكثر بحسب اعتقاد أهل الجاهلية أن الآلهة المختلفة واحد منها يقبل والآخر يستغنى ولهذا صار لأهل مكة إله، لهم صنم ليس هو إله أهل الطائف، وليس هو إله أهل المدينة وجدة فكل واحد له أصحابه.

الأسئلة:

سؤال: هو أغنى الأغنياء عن الشرك، هل (أغنى) هنا على بابها؟

الجواب: نعم.

سؤال: ماذا .... توحيد الإلوهية هنا؟

الجواب: (من عمل عملاً أشرك معي غيري) هذا هو توحيد الإلوهية (تركته وشركه) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام