العقيدة موضوع أساسي، بل أيضاً أصول الأخلاق تدخل في قطعيات الدين، وفي موضوع العقيدة؛ لأن أصول الأخلاق تعتبر من الثوابت التي ليس فقط حبذها الدين بل جعلها من أساسيات حياة المسلم الفرد المسلم والجماعة، فمثلاً الصدق الأمانة الوفاء بالعهد، كل هذه وعليها تقيس هذه من ثوابت الدين عندنا وهي أصول الأخلاق، فهي تدخل في موضوع العقيدة؛ ولذلك نجد علماء السلف في كتب العقائد سواءً كانت المختصرة أو حتى الموسعة، نجد أنهم يفردون لجانب التعامل والأخلاق ضمن كتب العقيدة أبواب.
وكذلك يدخل في موضوع العقيدة المواقف، مواقف المسلم كفرد أو الأمة المسلمة كجماعة، أو كدول ومؤسسات وهيئات، مواقف المسلم ومواقف المسلمين تجاه بعضهم وتجاه الآخرين أيضاً هذه لها قواعد في العقيدة تدخل في صميم موضوع العقيدة.
أيضاً المواقف تجاه كل شيء، الدين رسم لنا -الإسلام رسم لنا- قواعد وثوابت في المواقف ليس فقط مواقف الناس تجاه ربهم -عز وجل-، وتجاه الأنبياء وتجاه الدين وتجاه بعضهم البعض، بل حتى تجاه الحياة بما فيها، تجاه الأحياء، وتجاه أيضاً الكون، عوالم الكون، الإسلام رسم في التعامل معه قواعد، هي ثوابت داخلة في العقيدة ممكن نسميها المواقف، ولذلك المسلم والأمة المسلمة تجاه الأشياء تجاه الأشخاص وتجاه الأشياء وتجاه الأمم وتجاه كل شيء، لابد يكون لهم موقف قبول أو رد، بينما إذا اقتضى الأمر، هذه المواقف هي عبارة عن قواعد وثوابت وأساسيات رسمها الإسلام تدخل في موضع العقيدة وهي من الأمور التي تحتاج إلى الاستجلاء في هذا الوقت والعصر، لأن كثير منها خفي على المتأخرين، الذين اختلطت عليهم منابع الثقافة..
نعم.
يقول البعض أن النصوص الشرعية أغلبها ظنية فكيف نمزج بين هذه الثوابت كونها ثوابت بنصوص قطعية لا يمكن التنازل عنها، وبين كونها ظنية كما يقولون؟.