هذا الخلط ناتج عن أنهم ظنوا أن مسمى التوحيد مقصور على جانب التوحيد في العقيدة الذي هو توحيد الله -عز وجل- بالعبادة بأسمائه وصفاته وأفعاله وبالعبادة، فظنوا أن هذا هو مسمى التوحيد، لكن ومع ذلك أظن بين هذه العبارات وجوه اختلاف ووجوه اتفاق من حيث الإطلاق اللغوي، ومن حيث أيضاً المسمى أحياناً، لكن موضوعها واحد، لكن قد يكون بعضها أشمل من بعض، كوننا نطلق على العقيدة السنة، هذا أشمل من أن نطلق عليها التوحيد، كوننا نطلق عليها الفقه الأكبر، أو أصول الدين أيضاً أشمل من أن نطلق عليها التوحيد، فالمسألة ترجع إلى مقصد الذي أطلق إذا لم ينكر المصطلح الآخر، وهذا كثير في العبارات، مثل ما نعبر عن الدين بالإيمان، والإسلام، والإحسان، وهي مراتب للدين لكن أحياناً إذا أطلقنا المفرد على الواحدة شملت الدين كله.
موضوعات العقيدة
يمكن أن نعطيها وصف مختصر على لغة المعاصرين من حيث الإجمال ولا يضر هذا، كأن نقول مثلاً: هي ثوابت الدين، قطعيات الدين ومسلماته، ويشمل ذلك -أي موضوع العقيدة- إذا قلنا أنها الثوابت والمسلمات والقطعيات.
أما من حيث التفصيل: نجد أن هذه الثوابت والمسلمات والقطعيات التي هي موضوع العقيدة تشمل الجانب القلبي العقدي، والجانب العلمي والجانب العملي، والجانب المنهجي، الذي يرسم منهاج الحياة لدى المسلم، فيشمل ذلك من جانب آخر الاعتقاد وقطعيات الأحكام، كلها داخلة في موضوع العقدي.