الصفحة 761 من 3881

ومما يدل على هذ الأصل ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى قوماً أو أعطى رهطاً ولم يعط رجلاً منهم وهو أعجبهم إليه) يعني: هذا الرجل الذي لم يعطه النبي -عليه الصلاة والسلام- كان من أعجب الناس إليه -رضي الله تعالى عنه- قال: ( فقمت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فساررته) أي: حدثه سراً ( فقلت: يا رسول الله أعطيت فلاناً ولم تعط فلاناً وهو مؤمن, فقال النبي -عليه الصلاة والسلام- أو مسلم؟ ثم سكت وسكت ثم قلت: يا رسول الله أعطيت فلاناً ولم تعط فلاناً وهو مؤمن, فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: أو مسلم؟! ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك إني لأعطي المرء وغيره أعجب إلي منه خشية أن يكب على وجهه في النار) .

قال الإمام النووي في تعليقه على هذا الحديث: فيه التأدب مع الكبار وأنهم يسارون بما كان من باب التذكير لهم والتنبيه ونحوه ولا يجاهرون، تصوَّر لو أن والدك أخطأ خطأ هل تنصح والدك بينك وبينه أم تنصحه على ملأ من الناس وتشدد وتفجج العبارة على ملأ من الناس إذا كنت بالفعل تريد الخير فحاول أن تكون النصيحة بالطريقة الفضلى لعل الله تعالى أن ينفع بنصيحتك، إذن هذه النقطة الأولى في قول بن أبي زيد القيرواني (والطاعة لأئمة المسلمين من ولاة أمورهم وعلمائهم) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام