الصفحة 760 من 3881

وأيضاً في الحديث الصحيح أن عبادة بن الصامت -رضي الله تعالى عنه- (بايع النبي -عليه الصلاة والسلام- على السمع والطاعة، وألا ينازع الأمر أهله ثم قال: والنصح لكل مسلم) إذن: النصح لابد أن يكون لكل مسلم، والحاكم إذا ثبت إسلامه بيقين يجب أن تنصحه، فنحن ننصحهم ونتلمس العذر فيما يقومون به ما استطعنا إلى ذلك من سبيل ما لم يكن ما يفعلونه خطأً واضحاً لا مرية فيه ولا شك.

وهذه النصيحة لابد أن تكون في صورتين:

الصورة الأولى: الرفق.

والصورة الثانية: السر أو الإسرار.

إذن: لابد أن تكون النصيحة سراً إما في كتاب يدفع إليهم وإما أن يختلى بهم وإما أن تبلغ النصيحة لمن يبلغهم هذه النصيحة هذه كلها سبل وأن تكون النصيحة بالرفق دون تغليظ ودون تعنيف.

لما وقعت الفتنة في زمن عثمان -رضي الله تعالى عنه- قال بعض الناس لأسامة بن زيد -رضي الله تعالى عنهما-: ألا تنكر على عثمان؟ قال: أأنكر عليه عند الناس؟ لكن أنكر عليه بيني وبينه ولا أفتح باب شر على الناس. قال الشوكاني في"السيل الجرار"في المجلد الرابع: «ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد بل يأخذ بيده ويخلو به ويبذل له النصحية» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام