الصفحة 759 من 3881

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمه الله-: « كان السلف كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان» وذكر الطحاوي في عقيدته التي تلقاها العلماء بالقبول قال في عقيدته: (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا) أي: وإن ظلموا « ولا ندعو عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل- فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعو لهم بالصلاح والمعافاة» .

بدل أن نقول: اللهم انتقم منه,م اللهم شتت شملهم, اللهم خرب ديارهم, اللهم هدم حصونهم. نقول: اللهم اهدهم, اللهم أصلحهم, اللهم اهد قلوبهم, اللهم ارفق بهم, اللهم اجعلهم رفقاء على رعيتهم. فهذا كله من جملة ما ندعو به لأمراء المسلمين. إذن: هذا هو الأصل الثاني من منهج أهل السنة في التعامل مع الحكام.

المنهج أو النقطة الثالثة من هذا المنهج الرشيد: نصيحتهم والتماس العذر لهم لا نلتمس الأخطاء لهم وإنما نتلمس المعاذير لهم مع النصحية لهم وأصل هذا الأمر قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (الدين النصحية قالها ثلاثاً قلنا: لمن يارسول الله قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) وقال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (ثلاث خصال لا يغل عليهم قلب امرئ مسلم) لا يغل عليهن أي يكن طهارة لقبله من الغل فلا يجتمع القلب على الغل إذا حقق هذه الخصال الثلاثة (إخلاص العمل لله -عز وجل- ومناصحة أولى الأمر، ولزوم الجماعة) والمقصود بالجماعة: الدين أن تلزم الدين فلا تبتدع.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام