الصفحة 758 من 3881

والسلام- من ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) إذا كان الحاكم في بلدة والساب في بلدة أخرى يا ترى هل سيصل هذ السباب لهذ الحاكم؟ هل سيستفيد الحاكم من هذا السباب شيئا؟ لن يستفيد منه شيئاً. إذن: هذه كارثة عظمى لابد أن ننتبه إليها.

وفي البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله تعالى عنه- (أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- قالوا: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال بأبي هو وأمي -عليه الصلاة والسلام- من سلم المسلمون من لسانه ويده) .

وعند البيهقي في الجامع لشعب الإيمان من طريق التابعي الجليل قيس بن وهب -رضي الله تعالى عنه- قال: (أمرنا أكابرنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا نسب أمراءن) ، هذا نص خطير مهم جداً (أمرنا أكابرنا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا نسب أمراءن) .

وهذا التعظيم ليس لشخص الأمير وإنما هو تعظيم لمسؤولية الأمير, انتبه أنت تنام في بيتك ولكن هذا الأمير يسهر على راحتك وهذا الأمير يحمل هَمَّ الأمة, يحمل هم الفقير وهم المريض, هَمَّ الطريق المعوج الذي يريد أن يجعله مستقيماً, يحمل هَمَّ المنكوبين وهَمَّ المأسورين وهَمَّ الفقراء وهمَّ المحاويج, يحمل همَّ الإسلام هذا الأمير نعظمه لما يحمل من هَمَّ, نعظمه لما يحمل من مسؤوليات.

أخرج ابن عبد البر في التمهيد عن أبي إسحاق السبيعي -رضي الله تعالى عنه- قال: « ما سب قوم أميرهم إلا حرموا خيره» وأخرج ابن عساكر في"تاريخ دمشق"أن ابن المبارك قال: «من استخف بالعلماء» ، أرجو أن تحفظوها, القول جميل جداً «من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه ومن استخف بالإخوان» أي: الأصحاب والخلان لا أقصد بالإخوان اتجاهاً معيناً «ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته» ولذلك كان منهج أهل السنة: الدعاء للحكام.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام