قال المصنف: (وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:(اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) ) .
نعم، وهذا الحديث حديث متفق عليه، ووجه الدلالة منه أنه ذكر السحر من الموبقات، ومعنى الموبقات: يعني المهلكات، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: (اجتنبو) يعني ابتعدوا وهو أبلغ من قول: لا تفعلوا، يعني الاجتناب هو الابتعاد، الابتعاد عن قربان هذا الشيء الذي نهي عنه هو أبلغ من قوله: لا تفعلوا، وفي الحديث ذكر عدة كبائر وهذه الكبائر التي ذكرت في الحديث منها ما هو مخرج من الملة، ومنها ما لا يُخرج من الملة بمجرد فعله فقط، فقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هي؟ قال: الشرك بالله) فبدأ بأعظم ذنب وهو أعظم ذنب عصي الله به، وهو الشرك وهو مخرج من الملة كما هو معلوم، ثم ذكر السحر، والسحر أيضاً من الموبقات المهلكات وهذا وجه الاستشهاد من هذا الحديث، ومنها: (قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق) والنفس التي حرم الله قتلها هي نفس المؤمن، ونفس الذمي، والمعاهد، والمستأمن، هذه الأنفس كلها محرمة، محرم قتلها، وقوله: (إلا بالحق) فلا تقتل نفس إلا بحق، فالمؤمن قد يقتل بحق إذا كان كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الثيب الزاني والنفس بالنفس - إذا قتل- والتارك لدينه المفارق للجماعة) بضوابطها المعلومة عند أهل العلم، وبعد ذلك أيضاً ذكر آكل الربا بجميع أنواعه سواءً ربا الفضل أو ربا النسيئة وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات هذه كلها من الكبائر التي خصها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالذكر لعظمها، وإلا فهناك أيضاً كبائر غير هذه المذكورة،