الصفحة 3317 من 3881

ذكر المؤلف -رحمه الله- هنا: (?وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ?) وهذه آية البقرة فيها دلالة على النهي عن السحر، وبيان عِظَم فعله وسوء عاقبة أهله، وقوله -سبحانه وتعالى-: ?وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ ? أي عمل اليهود الذين استبدلوا السحر عن الإيمان ليس لهم في الآخرة من نصيب ولا دين، فدلت الآية على تحريم السحر، دلت الآية على أن السحر محرم وهو كذلك في جميع الأديان، كما قال -سبحانه وتعالى-: ?وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ? [طه: 69] ، والآية دليل على أن السحر محرم، وأن صاحبه ليس له عند الله من نصيب، وهذا مما استدل به العلماء على كفر الساحر كما سيأتي -إن شاء الله-. هذه الآية الأولى التي ذكرها المؤلف رحمه الله.

الآية الثانية: وقوله تعالى: ?يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ?.

قوله: (وقال الله -سبحانه وتعالى-: ?يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ?)

المؤلف هنا أيضاً ذكر أثر عن عمر فسر الجبت ما هو؟ قال عمر: «الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان » وقال جابر: « الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد » .

الجبت هنا فُسِرَّ عن عمر -رضي الله عنه- بأنه السحر، وهذا تفسير ببعض معناه، فمن معاني الجبت: السحر، والطاغوت هو الشيطان، وكذلك ما جاء عن جابر: «أن الطواغيت: كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد» يعني في قبائل العرب، في كل قبيلة لهم ساحر، كل حي يعني: في كل قبيلة من قبائل العرب هناك كاهن يتحاكمون إليه ويسألونه عن الغيب، والله -سبحانه وتعالى- قد ذمهم بفعلهم هذا، وأنهم يؤمنون بالجبت والطاغوت فمن آمن بالسحر فهو مذموم كما في نص هذه الآية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام