الصفحة 3310 من 3881

كالمرآة، ولا تجعله كالاستنجاة» يعني: لا تجلس تمتص الشبهات وتستوعبها وتملأ قلبك، يمكن ما تخرج لكن اجعله كالمرآة بمعنى أنه إذا جاءت الشبهة يكون عندك علم حاضر ترد عليها مباشرة تفند هذه الباطلة، ولا تجعلها تتمكن من قلبك وتدخل إلى نفسك.

فإذن هذا الجانب وقع فيه زلل كبير من بعض الناس من الشباب ومن النساء ومن البنات تجده يفتح وبعضهم يقول: أنا أريد من باب الاطلاع وآخر يقول: لا أنا أريد أن أناقشهم، تناقشهم إيش؟ ما عندك علم أنت، ما عندك أدلة ولا عندك فهم تناقشهم بماذا؟ ثم تجده يجلس مرة مرتين ثلاثة بحجة أنه يريد أن يطلع ويرى ماذا عند هؤلاء، أو يريد أن يناقش هؤلاء ثم يأتي بشبهات تضر بدينه وتضر ثم أيضاً من الخطأ في بعضهم إذا أثرت عليه الشبهات يأتي وينشرها في الناس ويبدأ يقول: أنا أشكلت علي كذا، ولا يقولها للعالم حتى يكشفها عنه، وإنما يأتي في أناس مثله وفي مستواه العلمي يقول: أشكل علي كذا، وكيف أوفق بين كذا وبين كذا؟ ويبدأ يشوش على الآخرين مثلما هو متشوش في نفسه، وهذا كله من الإساءة للنفس والإساءة للآخرين والإضرار بالدين، فهذه حقيقة جانب خطير.

ألخص الكلام حتى لا نطيل وإن كان الموضوع مهما، أنت أحد شخصين إما أنك شخص ملم وعندك مادة علمية جيدة، وعندك اطلاع، وعندك فهم بالأدلة، وعندك معرفة وقرأت كلام أهل العلم، وقرأت ردودهم على أهل الأهواء، وأصبح عندك ملكة للمناقشة ففي هذه الحالة لك أن ترد وتناقش أيضاً بالضوابط التي ذكرها أهل العلم في الردود على أهل الأهواء.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام