هذا يا إخوان منزلق وباب دقيق جدًا وبعض الناس استهانوا به، تجده قليل العلم، قليل البصيرة، ولم يتفقه في دين الله حتى لو سألته هل قرأت كتاب التوحيد مرة واحدة، يمكن ما قرأه فضلاً عن أن يقرأ شروحاته، ثم يتصدى لمناقشة أهل البدع، والسلف يقولون في التحذير من السماع لأهل البدع قالوا: فإنه ملقن الحجة، يعني: محمل بالشبهات، فيطرح عليك شبهات وأشياء بسبب قلة علمك وقلة بضاعتك ما تستطيع أن ترد عليه فتبقى الشبهة في نفسك ربما ما تستطيع أن تخرجها، تبقى تؤذيك في نفسك وفي قلبك وتجزل في قلبك ما تستطيع أن تخرجها وأنت الذي خاطرت بدينك، أنت الذي أعطيت سمعك له يملؤه ويملأ فؤاده بما عنده من شبهات، وهذه مخاطرة بالدين، وإذا كنت مخاطرا بشيء فلا تخاطر بدينك، الدين أغلى شيء، الآن لو كان عليك ثوب أبيض ونظيف وناصع البياض وجديد هل تأتي في وحل وتخوض فيه؟ تخشى أن يتلطخ بالطين والأوساخ، فما يعرض الإنسان دينه للخطر والآن لما تيسرت القنوات والشبكات العنكبوتية ووسائل الانتقال المتعددة أصبح بعض الناس في غرفة في بيته يخاطر في دينه، مرة يفتح هناك ومرة يفتح هنا، ومرة يسمع لهذا ومرة يسمع لذاك، ثم يمتلؤ رأسه بالشبهات، ويمتلي جوفه بالشبهات، ويريد أن يخرجها ما يستطيع، ولهذا يكثير في بعض الناس وساوس وشكوك وشبهات وأشياء تؤثر على دينه، وربما يقتنعون ببعض العقائد حتى بعض الأديان وهو الذي خاطر بدينه، من الذي قال لك: خاطر بدينك هذه المخاطرة؟ فإذن هذا جانب -الحقيقة- ينبغي أن نحذره والمحافظة على رأس المال أهم من جلب الأرباح، أن تحافظ على رأس مالك أهم من جلب الأرباح، لكن إذا كنت إنسانا من الله عليك بالعلم والفهم والبصيرة واعتنيت بالأدلة وفهمها، وأيضًا وقفت على ردود أهل العلم ومناقشاتهم، وأصبح عندك ملكة في هذا الباب فيمكن أن تسمع وأيضًا بحدود، ابن تيمية -رحمه الله- نصح تلميذه ابن القيم نصيحة قال: «كن للشبهة اجعل قلبك للشبهة