الصفحة 3308 من 3881

وأما الحديث فالحديث -حديث الذباب- فيه أن الرجل كان أكره على الشرك قال: (دخل الجنة رجل في ذباب، ودخل النار في ذباب) ثم بين ذلك، قال: (قيل لأحدهما قرب، فقال: ما عندي شيء أن أقربه، قالوا: قرب ولو ذباباً، قيل للآخر: قرب، ما كنت لأقرب لأحد غير الله فقطعوا رأسه فدخل الجنة) الرجل الأول كان مكرهاً، وكنت ذكرت هناك أن هذا الرجل إذا قيل: إنه مكره -والحديث فيه دلالة على ذلك- إذا قيل: إنه مكره فبين أهل العلم أن العذر بالإكراه لم يكن في شريعة من قبلنا، وإنما هذه من منة الله -سبحانه وتعالى- على هذه الأمة، وكنت أشرت إلى ما قرره في هذا الشأن الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- في كتابه:"أضواء البيان"واستدل بأدلة منها هذا الحديث ومنها: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) قال: (تجاوز عن أمتي) وذكر أدلة أخرى تجدونها في كتاب:"أضواء البيان"للشيخ الشنقيطي -رحمه الله- فهذا إن قيل: إنه مكره، وإذا قيل: إنه لم يصل إلى حد الإكراه وإنما مجرد أن قالوا له: قرب. بادر بالتقريب قبل أن يباشروا إكراهه على هذا الأمر فليس هناك إشكال.

الأخت الكريمة من السعودية تقول: هل من الصحيح أن أفتح الحوار بيني وبين أهل البدع؟ أم أدعهم يفتحون هم موضوع بدعهم؟ وتسأل أيضاً: في بعض الأحيان عندما ندخل في موضوع البدع، يبدءون بمناقشتي بعنف وكأنهم يتحدونني وأن الغلبة لهم فهل أستمر أم أخرج من هذا النقاش؟.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام