هو الكلام على النذر سبق أن مر معنا، وأيضًا مر معنا أنواع النذر، وأن الإنسان ما ينبغي له أن ينذر؛ ولهذا قال أهل العلم: يكره النذر ابتداءً ولاسيما نذر المجازاة، عندما يقول: إن شفى مريضي، وإن نجحت في امتحاني، وإن حصل لي الأمر الفلاني أو نحو ذلك فأذبح كذا أو أصوم كذا وقال -عليه الصلاة والسلام-: (لا يرد من قضاء الله شيئا، وإنما يستخرج به من البخيل) فالمسلم لا يوجب على نفسه ما لم يوجبه الله -تبارك وتعالى- عليه، ويسأل الله من فضله، وإذا تيسرت له النعمة وحصل له ما أراد يحمد الله ويشكره ويقوم بما يتيسر له من أبواب الشكر لله -تبارك وتعالى- هذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم.
الأخ الكريم من الجزائر يقول: السؤال حول حديث الذبابة، بعض من لا يعذر بالجهل يحتج بهذا الحديث ويقول: إن الأصل في التوحيد واحد، يحتجون أيضاً بحديث معاذ الذي أوصاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وصيته بعدم الشرك ولو حُرِّقَ، فكيف توجهون أو كيف تردون على هذه الشبهة بارك الله فيكم؟.
مسألة العذر بالجهل أو عدمه هذه مسألة ما تطرقنا لها ولا وقفنا عندها وهي مسألة من مسائل دقائق العلم ومهماته، وبعض الناس قد يشتغل بهذه المسائل قبل أن يصل إلى أشياء مهمة قبلها في فهم التوحيد نفسه، وأيضًا قضية إقامة الحجة على الناس، بيان التوحيد والنصيحة وتحذير الناس من الشرك، ثم بعد ذلك تأتي مسألة الحكم على الناس وهذا كافر أو ليس بكافر، هذه مسألة من المسائل الذي ينبغي أن تكون لأهل العلم الراسخين المتمكنين الذين لهم قدم راسخة وتمكن في العلم، أما إذا خاض آحاد الناس وأفرادهم وعوامهم في مثل هذه المسائل فإنه يكون فيه جناية على الأمة وجناية على الناس عمومًا.