الصفحة 326 من 3881

ثم: الأصل في جميع المسلمين أن نحمله على حسن الظن ، نحمله على سلامة المقصد، على سلامة الاعتقاد، فهذه الذي يجب أن نحمل عليه عامة المسلمين، لأن الأصل أنهم على الفطرة، مادام لم يتبين لنا من أحد منهم إصرار على بدعة، أو إصرار على ضلالة، أو ترك فرائض الدين؛ فالأصل فيه السلامة، ولا تفتش عنه بغير موجب، -مثلا- كأن تجالسه، أو تتلقى عنه العلم، أو تريد أن تزوجه، وإلا فلا تفتش بغير موجب، ، الأصل في جميع المسلمين ؛ السلامة والفطرة والمحمل الحسن وحسن الظن، إلا إذا ظهر من أحد منهم، أو فئة، أو الجماعة أو فرقة ؛ خلاف ذلك، فمن هنا تزن الأمور بميزان الشرع بالرجوع إلى أهل الاختصاص أيضا، لأن هذه مزلات، وتوقع في الإثم والغيبة، بل ربما توقع في الحالقة وهي الفرقة في الدين، والكلام في أعراض الخلق.

فالأصل حمل كلام المسلمين وما يصدر عنهم من أفعال على المحمل الحسن، إلا من ظهر منه بدعة وأصر عليها، أو ظهر عناده وسوء قصده، فلا يجوز أن نتكلف له التأويلات، بمعنى أن القاعدة تنعكس فيمن ظهر منه خلاف ما ذكرته، فالأمور بظواهرها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام