والبسملة -أيها الأحبة- الحديث فيها طويل جليل، ستعجب إذا علمت أن الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى- في الجامع لأحكام القرآن الكريم، قد ذكر في البسملة، سبعاً وعشرين مسألة، في البسملة فقط ذكر فيها سبعاً وعشرين مسألة ( بسم الله ) أي أبدأ تصنيفي، وأبدأ عملي هذا، وأبدأ كتابي هذا ( بسم الله ) أبدأ عملي، وتصنيفي، وكتابي هذا بسم الله، وما أعظمها وأكرمها وأشرفها من بداية، ولقد حث الشرع الحنيف، وندب إلى ذكر اسم الله -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال قال الله -تبارك وتعالى:- ? فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ? [الأنعام:118] .
وقال -تعالى:- ? وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ? [هود:41] .
وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ) فاذكر اسم الله -تبارك وتعالى- على كل شيء اذكر اسم الله -عز وجل- على كل شيء .
وفى الصحيحين -أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ) .
إذاً البدء -أيها الأحبة- باسم الله في كل شيء بركة، نحتاج إليها في زمن جفت فيه ينابيع البركة، نحتاج إلى أن نبدأ بالبسملة في كل فعل وعمل من الأعمال في زمن الماديات، والشهوات، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله .
قال الله -جلّ وعلا-: ? وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ? [ الأعراف:96] .