ثم ختم المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه هذا ببعض قضايا الإيمان باليوم الآخر: كالإيمان بالبعث والحساب، هذا وصف مجمل عام للكتاب الذي بين أيدينا، وكما ذكرت -أيها الأحبة- الكتاب مع صغر حجمه، فهو لا يتجاوز خمس ورقات، مع صغر حجمه إلا أنه عظيم الفائدة، بل لا أبالغ أبداً إن قلت بأن الكتاب مع هذه المقدمات التي ذكرها الشيخ -رحمه الله- بين يدي الأصول الثلاثة يشتمل على الدين كله بدون مبالغة، كما سنتولى ذلك بالشرح والتفصيل -إن شاء الله تعالى- .
قال المصنف -رحمه الله:-( بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:
الأولى: العلم ، وهو معرفة الله ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
الثانية: العمل به.
الثالثة: الدعوة إليه .
الرابعة: الصبر على الأذى فيه )
نعم إذاً استهل المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه بالبسملة، فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين إلخ ) إلى آخر كتابه المبارك -صلى الله عليه وسلم- .
الشاهد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بدأ كتابه هذا بالبسملة، فالمصنف -رحمه الله تعالى- اقتداء بالقرآن الكريم، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بدأ كتابه القيم المبارك هذا أيضاً بالبسملة .