الصفحة 1672 من 3881

سبب التأليف أشار إليه الشيخُ، وَنَصَّ عليه؛ فلا مجال فيه للاجتهاد. قال:"فقد وردني سؤالٌ من أهل"حماة"يطلبون أن أكتبَ لهم عقيدة أهل السنة والجماعة في موضع الكتاب كما سيأتي، فأصل الكتاب هو سؤالٌ وَرَدَ على الشيخِ فأجابهم الشيخ."

اعتذر أَوَّلَ الأمرِ فألحوا عليه؛ فكتب لهم الجواب، وهذه عادته في طلب كتابة عقيدة مُجملة؛ لأنه يُحيلهم على مَنْ قبله، فيقول: الأئمة والعلماء قبلي قد كتبوا وأحكموا هذا الباب. لكن أحيانا -كحالنا- يُلِحُّ بعضُ الناس يُريدُ أن يعرف رأيك، أو يريد أن يأخذ هذه المسألة بأسلوبك. تُلاحظ -مثلا- قد يأتي بعض السائلين إلى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مُفتي المملكة فيحيله إلى كتاب، أو إلى فتوى سابقة، فيُلح على الشيخ؛ يقول: لا يا شيخ، أنا أريد أجابتك بقلمك أنت، فكتب لهم شيخ الإسلام -رحمه الله- هذا الفتوى.

هل كانت كتب العقيدة منتشرةً وموجودةً في زمن شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ لمن ألفها من قبل؟

نعم، هذا الذي يظهر، ولهذا سنلاحظ أن الشيخ نَقَلَ في هذه الرسالةِ اللطيفةِ عَشَرَات النُّقُولِ عَنِ الأئمةِ والعلماءِ، وعن كُتُبٍ لا زال جزءٌ كبيرٌ منها مفقودا، ومُعَوَّلُنا فيها على ذكر الشيخ وذكر غيره من العلماء، ونقل منها الشيخُ في هذا الكتاب. فكانت موجودة، ولكن يبقى هل هي منتشرة؟ نعم، أكثرها كان منتشرا لكنَّ الإشكالَ فهمُ هذه النصوصِ التي جاءت في هذه الكتب، فَهِمَهَا كثيرٌ من الناسِ -بِتَلْبِيْسِ أهلِ البدعِ- على غير مُراد أهلها، وعلى غير مراد السلف الصالح رحمهم الله تعالى.

عفوا! سؤالا أيضا يرتبط بإجابتكم قبل قليل: هل كانت حجم البدع والإشكاليات العقدية الموجودة في ذلك الزمان الذي يَسْتَدْعِي أنْ يُرسِلَ أهلَ حماة مثل هذه الرسالة لشيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ يريدون التَّجْلِيَةَ في قضية العقيدة، هل كانت منتشرة؟

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام