الصفحة 1673 من 3881

لا شك، نقول بلا تحفظ: إن منهج المتكلمين أو الأشاعرة كان السائدَ آنذاك خاصًّةً في الأوساط العلمية، وحاولوا أن يَنْشُروا هذا المذهب على أنه هو مذهب أهل السنة والجماعة، وهنا تكمنُ الخطورة، فكون هذا المذهب ينتشر باسمه الأصليِّ ليس فيه إشكال.

لكنْ كون هذا المذهب ينتشر باسمٍ آخرَ، ولهذا الشيخ ما قَرَّ له قرارٌ حتى بَيَّنَ أنما هو منتشرٌ في أوساطِ بعضِ الناس بما يُسمى بمذهب أهل السنة والجماعة ليس هو مذهبَ أهل السنة والجماعة، وليس هذا هو عقيدة أهل السنة والجماعة.

في ذلك الزمان؟

نعم، بل أكثرُها على قواعدِ المعتزلة اللذِينَ يُعَدّون أعدى عدوٍّ للمتكلمين. ولهذا أَلَحَّ أهل حماة وأهل واسط أن يكتب لهم في عقيدة أهل السنة والجماعة، وأوجدت هذه المؤلفات رَدَّةَ فعلٍ قويةٍ ربما سنأتي على ذكر شيءٍ منها.

متى ألفها؟

ذكر -رحمه الله- في"نقض التأسيس"أنه أَلَّفَ هذه الرسالة بعد التسعين وستمائة، وذكر ابنُ عبد الهادي -رحمه الله- تلميذه أنه ألفها بالضبط في العاشر من ربيع الأول سنة 698هـ.

أما المدةُ التي قَضَى في تأليفِها؛ ففي جلسةٍ ما بين الظهر إلى العصر، هذه الرسالة التي سنجلس نَتَدَارَس في إلقاء الضوء على شيءٍ مما فيها لمدةِ فصلٍ كاملٍ، وربما لو شُرِحَتْ بتفصيل؛ لأخذت مجلداتٍ أَلفها -رحمه الله- في قَعْدَةٍ -كما ذَكَرَ هو وَذَكَرَ تلامذتُه- ما بين الظهر إلى العصر.

ربما البعض يذهب هذه الساعة في قيلولةٍ في نومةٍ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام