وهذا له نظائر في مؤلفات؛ أنْ يُسمى الكتاب باسم مدينة السائل، أو المكان الذي ورد منه السائل؛ مثل"التدمرية". أصل"التدمرية"أن بعض أهل"تدمر"سألوا الشيخَ أن يكتب لهم في التوحيد، والشرع، والصفات؛ فكتب لهم هذه الرسالة. ومثل"الواسطية"؛ لأن السؤال جاء من رجل من أهل"واسط"، وكذلك"الأصفهانية"، وهَلُمَّ جَرًّا.
فكذلك"الحمويَّة"سُمَّيت"الحمويَّة"؛ لأن السؤال ورد من أهل"حماة"، و"الكبرى"؛ تَمْييزًا لها عن الصغرى.
بالطبع لما نأتي ونُقلب فيمن كتب عن الشيخ ومؤلفات الشيخ؛ نجد هذا الكتاب وَرَدَ بِعِدَّةِ أسماء، وليس هذا خاصًّا بالحمويَّة فقط، بل جُلُّ مؤلفات الشيخ خاصَّةً في باب العقائد يغلب عليها سمة كثرة العناوين، فما تجدُ هناك عنوانا متفقا عليه. فتجد ابن عبد الهادي يُطلق عليه اسما، وتجد ابن القيم يطلق عليه اسما آخر، وتجد ابن كثير يُطلق عليه اسما آخر، وكذلك ابن الزَّمْلَكَانِيّ والمتأخرون، وتأخذ النسخ الخطية؛ تجد النسخة هذه عليها اسم.
عندنا"الفتوى الحمويَّة"سُمِّيَتْ"الفتوى الحمويَّة"وسميت"القاعدة الحمويَّة"، وسميت"جواب الحمويَّة"، وسميت"الحمويَّة"حتى الشيخ أحيانا يطلق عليها هذا الاسم وهذا الاسم.
فما السبب في ذلك؟!
لماذا كثرت عناوين مؤلفات شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّةَ؟!
هو بنفسه تولى الإجابة، حيث قال في مناظرة"الواسطية": «وأنا لم أكتب حرفا واحدا في هذا الباب» .
لماذا؟!
لأنه يرى أن هذا الباب أُحْكِمَ، وكتب فيه المتقدمون من السلف، ولا يوجد -فيه- عندنا مزيد. ولهذا يقول: ما كتبتُ لأحدٍ حرفًا ابتداءً في باب العقائد.
إذن ما الذي كتبه لنا هذا؟!
هذا التراث.
قال: «وكل ما كتبتُه في هذا الباب إما إجابة لسؤالٍ، أو رد على مُبتدعٍ. ولذا؛ إجابة السؤال، والردّ على المخالف لا يضع له الكاتب عنوانا. فالسائل يأتي يسأل عن مسألة فيكتب له الجواب ويعطيه الجواب.
ليست مقصودة في ذات المؤلف