نعم، لَمَّا ذَكَرَ ابن عبد الهادي وابن القيم -رحمهما الله- مؤلفات الشيخ وأجدها مناسبة أن أذكر أن ابن القيم نَصَّ على أكثرَ من ثلاثمائة وثلاثين مؤلَّفا للشيخ ذكرها بأسمائها، أكثر من ثلاثمائة وثلاثين ألفها وكتبها بيديه؛ منها بالطبع الذي يعتبر موسوعة مثل: «درء تعارض العقل والنقل» عشرة مجلدات، و"نقض التأسيس"، و"منهاج السنة"، ومنها الرسالة الصغيرة. فلما ذكر مؤلفاته؛ ذكر منها «الحمويَّة الكبرى» و «الحمويَّة الصُّغرى» ، وكذلك ابن عبد الهادي -وهو من تلامذته- ذكر الحمويَّة الكبرى والحمويَّة الصغرى.
التي بين أيدينا، والتي انتشرت في أيدي الناس هي «الحمويَّة الكبرى» ، هل هناك وجود الحمويَّة الصغرى؟ ذَكَرَ محبُّ الدين الخطيب، وقبله محمد فؤاد عبد الباقي -رحمهم الله- أن الحمويَّة الصغرى هي عبارة عن إجابة الشيخ لأصل هذا الكتاب، يقولون: ثم انتشرت هذه الفتوى بين أيدي الناس فأعاد الشيخ النظر فيها، وزاد فيها بعض الأشياء فهي الحمويَّة الكبرى.
الحمويَّة الكبرى أشمل من الصغرى؟
نعم، لكن لا وجودَ -الآن- للفتوى الحمويَّة الصُّغرى، إنما الموجودُ هي الفتوى الحمويَّة الكبرى.
بالرجوع إلى هذا الكتاب يا شيخ يُلاحظ التَّعَدُّدُ في عناوينه. هناك في مؤلفات شيخ الإسلام من حصرها أطلق على هذا الكتاب أكثرَ من عنوان؛ فما السبب في هذا الاختلاف فيما يتعلق بهذا الكتاب في العقيدة؟
لعلي أعلق -قبل الإجابة على هذا السؤال- على مسألة معنى هذا الاسم أو ما معنى الفتوى الحمويَّة الكبرى؟ ولعلها امتدادٌ للسؤال السابق.
أما تسميتُها بالفتوى؛ فلأن أصلَ الكتاب فتوى وردت إلى الشيخِ من أهل"حماة"فكتب لهم الجواب، ولهذا أُطلق عليها الفتوى الحمويَّة لأن أصل الكتاب سؤال ورد من أهل"حماة".