يقول ابن كثير: وأول درس ألقاه حضره كبار العلماء والقضاء وعلى رأسهم قاضي القضاة، وتعجبوا من العِلْمِيَّة الفَذَّة لدى هذا الشخص، ولهذا يقول ابنُ كثير: دَوَّنْتُ الفوائد التي سمعتها آنذاك، أو دُوِّنَتْ هذه الفوائدُ.
حَفِظَ القرآن وعمره تسع سنوات، يقول ابن عبد الهادي في ترجمته: سمع به رجلٌ من أهل حلب، وجاء يسأل عنه وكان لا يزال صغيرا عمره أحد عشر سنة.
في حياته؟
نعم، سمع بابن تَيْمِيَّةَ، وأنه صاحبُ ذكاءٍ مُتَّقِدٍ، فسأل شخصا في المنطقة الذي هو فيها أين ابن تَيْمِيَّةَ؟ قال: الآن يخرج إلى الكتاتيب. فخرج ذاك الطفل الصغير، ومعه لوح يحمله، فقال: هذا ابنُ تَيْمِيَّةَ، فناداه وكتب له مجموعة من الأحاديث، قال: انظر فيها، فنظر فيها وقرأها، ثم أخذها منه، فقال: اعرضها عليَّ؛ فعرضها كما كتبها فقال: إن بقي هذا الفتى؛ لَيَكُونَنَّ له شأنٌ.
فكان له شأن
فكان له شأن.
في الحقيقة دعوة في هذه العجالة وفي هذه الحلقة في مقدمتها منكم يا شيخ حمد للاستزادة من سيرة هذا العالم الفذ، والقراءة المتوسعة فيها لعلها تَشْحَذُ الهِممَ -أيضا- للإخوة الذين يُتابعون فيها هذه الدروس وهذه الأكاديمية المباركة لأن تَتَّقِد همتهم نحو طلب العلم
لا شك، ولهذا محمد فؤاد عبد الباقي -رحمه الله- لما تكلم على بعضِ أهلِ العلمِ وجاء الكلام على ابن تَيْمِيَّةَ؛ قال: أَمَّا ابن تَيْمِيَّةَ؛ فليس بعالمٍ، وإنما آيةٌ من آيات الله -عز وجل-.
فأنت مهما قَلَّبْتَ النظر في حياة هذا الإمام؛ وجدته مدرسة في كل شيء، ولهذا أدعو نفسي، وأدعو إخواني من المشاهدين والمشاهدات للاستزادة من قراءة سيرة هذا الإمام.
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم! لعلنا -أيضا- في هذه المقدمة وفي هذه المداخل يا شيخ حمد ندلف للكتاب الذي بين أيدينا في هذا المقام في هذا الدرس، وهو «شرح الفتوى الحمويَّة الكبرى» ، نريد إيضاح قضية الكبرى، وهل هناك"حموية صغرى"؟