الصفحة 1079 من 3881

قال الإمام الطحاوي -رحمه الله تعالى-: (نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، قال الإمام ابن أبي العز في الشرح: اعلم أن التوحيد أول دعوة الرسل، وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله -عز وجل-، قال الله تعالى: ? وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ? [المؤمنون: 23] ، وقال هود -عليه السلام- لقومه: ? اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ?، وقال صالح -عليه السلام-: ? اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ? وقال شعيب -عليه السلام- لقومه: ? اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ? [المؤمنون: 32] ، وقال تعالى: ? وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ? [النحل: 36] ) .

المسألة الثالثة: سبب الضلال.

عفوًا عندنا أيضًا مسائل قبل أن نبدأ في شرح عبارة الطحاوي ها هنا فأحب أن أشير إليها وذكرها ابن أبي العز لأهميتها: كنا تحدثنا قبل قليل عن حكم المعرفة الإجمالية والمعرفة التفصيلية، هناك مسالة مهمة أشار إليها ابن أبي العز -رحمة الله عليه- ومن المهم أن نشير إليها في هذا الدرس، ألا وهي سبب الضلال، ما سبب ضلال الفرق والناس ووقوعهم في هذا الشقاء والنكد؟

السبب بإيجاز شديد: ألا وهو الإعراض عن كتاب الله وعن سنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذا المعنى هو الذي أشار له الشارح لما أشار -رحمه الله- في هذه المسألة إلى قوله تعالى: ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ? [طه: 124] ، وذكر -رحمه الله- كلام ابن عباس -رضي الله عنهما- إذ يقول:"تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل به أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام