فالذي يلتزم بكتاب الله ويصدق بنصوص الوحيين ويتبع ذلك التصديق الانقياد والإذعان والعمل بموجب ذلك يحصل من ذلك الحياة الطيبة والإيمان والأمن والسلامة في الدارين، أما من تنكب صراط الله المستقيم وأعرض عن نصوص الوحيين فما الذي يعرض له؟ يعرض له ما سمعنا في الآية الضلال والشقاء، ? وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ? الضنك: هو الضيق -نسأل الله العافية- قال تعالى: ? وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ? هذا حال المعرضين عن نصوص الوحيين.
يقول: ما الفرق بين العقيدة والتوحيد؟ أو العقيدة والإيمان؟.
قضية الفرق بين العقيدة والتوحيد أو العقيدة والإيمان: أنت لو نظرنا إلى المعنى من جهة اللغة نجد أن هناك فرق بينها، فالعقيدة مأخوذة من فعل عقدت، وفعل عقد فيه معنى الجزم والعزم، تقول: عقدت الحبل، فالعقيدة فيها معنى الجزم والحزم والصلابة، فالعقائد مبنية على اليقين؛ ولهذا الله -سبحانه وتعالى- قال عن المؤمنين: ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ? [الحجرات: 15] ، لما نأتي مثلاً لموضوع الإيمان نجد أن الإيمان في اللغة قد يطلق على التصديق، قد يطلق ويكون من الأمن الذي هو ضد الخوف.