أما المقصود بالمعرفة التفصيلية وهو الجانب الآخر: معرفة تفاصيل أركان الإيمان الستة، هذه التفاصيل -أيها المشاهدون المشاهدات- فرض كفاية، ونوضح ذلك بمثال: يجب على كل مسلم ومسلمة أن يؤمن باليوم الآخر، لكن تفاصيل اليوم الآخر، أن ثمة صراط وثمة ميزان، وثمة حوض للنبي -عليه الصلاة والسلام- هذه التفاصيل ليست فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وإنما هي فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط الحرج والإثم عن الباقين، هذا ما يتعلق بمسألة المعرفة الإجمالية والمعرفة التفصيلية، لكن نحب أن نؤكد على مسألة مهمة بعد هذا البيان للمعرفة الإجمالية والمعرفة التفصيلية.
نؤكد على مسألة أنه قد يجب على الأعيان- على أشخاص- بأعيانهم، يجب عليهم ما لا يجب على غيرهم، وهذا الأمر أنه يجب على أشخاص بأعيانهم ما لا يجب على غيرهم منوط بأمرين:
الأول: القدرة.
الثاني: الحاجة.
الأمر الأول: القدرة: بمعنى أن من قدر على سماع العلم فيجب على من قدر عليه ما لا يجب على من لم يسمع ذلك.
ما معنى ذلك؟ يعني لو أن أحد العوام صلى الجمعة مع إمام، وتحدث الإمام مثلاً عن الحوض، فهنا نقول على هذا العامي الذي سمع كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- من هذا الخطيب - أن يؤمن بهذا الكلام، ولا يجب على غيره من العوام ممن لم تجب عليه هذه الجمعة مثلاً، فيجب على من سمع العلم وقَدِّر عليه ما لا يجب على غيره.
الأمر الثاني: الحاجة: فقد يحتاج بعض الأشخاص -بعض الأعيان- إلى أن يتعرفوا شيئًا من التفاصيل لهذا الدين ما لا يجب على من لم يحتج إلى ذلك؛ ولهذا قال العلماء: إذا كان عند العامي مال بلغ النصاب وحال عليه الحول عليه أن يعرف أحكام الزكاة -عليه أن يتعرف على أحكام الزكاة في هذه المسألة- ما لا يجب على من لم تجب عليه الزكاة.