فهرس الكتاب
الصفحة 239 من 247

المبحث الثاني عشر: أفضل ما يُعطاه أهل الجنة رضوان الله والنظر إلى وجهه الكريم

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:"إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً"، متفق عليه. [1]

وأعظم النعيم النظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم، يقول ابن الأثير:"رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بلغنا الله منها ما نرجو". [2]

وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم (وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة) [القيامة: 22-23] ، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) [المطففين: 15] ، وقد روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا دخل أهل الجنة، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك"

(1) مشكاة المصابيح: (3/88) .

(2) جامع الأصل: (10/557) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام