يدخل من هذه الأمة الجنة جموع كثيرة الله أعلم بعددهم، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: حدثني ابن عباس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم:"عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب". [1]
والسواد الأول الذي ظنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته هم بنو إسرائيل، كما في بعض الروايات في الصحيح"فرجوت أن تكون أمتي فقيل: هذا موسى وقومه". [2]
ولا شك أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر من بني إسرائيل، ففي الحديث:"فإذا سواد كثير"قال ابن حجر"في رواية سعيد بن منصور"عظيم"وزاد"فقيل لي: انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر مثله"، وفي رواية ابن فضيل:"فإذا سواد قد ملأ الأفق، فقيل لي: انظر هاهنا، وهاهنا في آفاق السماء"وفي حديث ابن مسعود:"فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال"،"
(1) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً، فتح الباري: (11/406) .
(2) فتح الباري: (11/407) .