المبحث الأول: مكان النار
اختلف العلماء في موقع النار الآن فقال بعضهم: هي في الأرض السفلى، وقال آخرون: هي في السماء، وقال آخرون بالتوقف في ذلك، وهو الصواب، لعدم ورود نص صريح صحيح يحدد موقعها، ومن الذين توقفوا في هذا، الحافظ السيوطي قال:"وتَقِفُ عن النار، أي: تَقُُولُ فيها بالوقف، أي محلها، حيث لا يعلمه إلا الله، فلم يثبت عندي حديث أعتمده في ذلك". [1]
وقال الشيخ ولي الله الدهلوي في عقيدته:"ولم يصرح نص في تعيين مكانهما (أي الجنة والنار) ، بل حيث شاء الله تعالى، إذ لا إحاطة لنا بخلق الله وعوالمه" [2] ، وقال صديق حسن خان عقب إيراده لقول الدهلوي هذا:"أقول: وهذا القول أرجح الأقوال وأحوطها إن شاء الله تعالى". [3]
(1) يقظة أولي الاعتبار، لصديق حسن خان: ص 47.
(2) المصدر السابق: ص 47.
(3) المصدر السابق.