يَنْفُثُ السِّحْرَ فِي (ثنايَا) كِتَابِ
وإن شئت قلت:
يَنْفُثُ السِّحْرَ فِي (طوايا كتاب) .
و (ثنايَا) كِتَابِ مما اشتهر على ألسنة المثقفين من الكُتاب والعلماء، والأدباء، والصحافيين، وغيرهم-ويعتبر هذا من لحن الخاصة، قَبل العامة، قولهم: (في ثنايا الكتاب) ، أو: (في ثنايا الدرس) ، وهو خطأ واضحٌ، ومن ذلك قول بعض الأدباء:
أَبْلِغْ عَزِيزاً في (ثَنَايَا) القلْبِ مَنْزِلُهُ * أَنِّي وإنْ كُنْتُ لاَ أَلْقَاهُ لاَ أَلْقَاهُ
والثنايا لغةً: جمع ثنية وهي إحدى الأسنان الأربع في سن الإنسان ولم تأت بمعنى أثناء، أو: (خلال) ، أو: (طوايا) ، أو: (خبايا) ، أو: (زوايا) ، هذا هو فصيح اللغة، إلا أن يكون استعماله من باب قاعدة العاجز: (خطأ مشهور خير من صواب مهجور) ،كما يدندن دائماً عبد الرحمن بن عبد القادر صاحب: (العمل الفاسي) :
وما به العمل غير مشهور * مقدم في الأخذ غير مهجور
وكذا قولهم: (عِلَلُ النحو واللغة تُشَمُّ ولا تُفْرَكُ) ، وهو دَفْعٌ بالصدر لصحيح اللغة، وأذكر أنني كنت قد قلت في قصيدتي المسماة: (تعريف الكفر الأكبر وأنواعه-المشهورة) ، المطبوعة ضمن: (مجموعة الرسائل في أهم المسائل) (ص:226/ 481) :
26 -يَتَسَلَّى بِلِحْيَةٍ وَحِجَابِ * يَنْفُثُ السِّحْرَ فِي طوايَا كِتَابِ
كنت قلت: (ثَنَايَا) بدل: (طَوَايَا) حتى قرأت في كتاب فضيلة شيخنا العلامة الأديب أبي أويس الحسَنِي الذي أسماه: (جراب الأديب السائح، وثمار الألباب والقرائح) (2/ 165) ما نصه: (فائدة: حكم تأييد المبادئ الأجنبية: