قال عمر بن مسعود الحدوشي:
1 -عِنْدَ أَهْلِ اللِّسَانِ يُعْنَى بِكُفْرِ * حَجْبُ شَيْءٍ عَنِ الْعُيُونِ بِسَتْرِ
2 -فَيُسَمَّى الزُّرَّاعُ بِالْكُفَّارْ * إذْ يَدُسٌّونَ فِي التُّرَابِ الْبِذَارْ
3 -وَمَعَانِيهِ عِنْدَ أَهْلِ اصْطِلاَحٍ * فنَقِيضُ [1] الإِيمانِ فِي الإْفْصَاحِ
4 -وَهْوَ نَوْعَانِ: أَكْبَرٌ غَيْرُ خَافِ * بَعْدَهُ أَصْغَرٌ كَمَا سَنُوَافِي
5 -اعْتِرَافُ الإنْسَانِ بِالْحَقِّ قَوْلاً * وَعِنَاداً لاَ يُتْبِعُ اللَّفْظَ فِعْلاً
6 -مثلَ حال لعم خير البرايا * وإله أدرى بحال الخفايا [2]
7 -وَهْوَ إنْكَارُ خَالِقِ الأكْوَانِ * بِفُؤَادٍ ذِي طَبْعَةٍ وَلِسَانِ
8 -وَجُحُودٌ بِالرُّسْلِ أَوْ: تَكْذِيبُ * يومِ بَعْثٍ، وَصِدْقُهُ مَكْتُوبُ
9 -أَهْلُهُ الدَّهْرِيُّونَ عُبَّادُ دُنْيَا * (وَتَرَى الظَّالِمِينَ فِيهَا جُثِيّا)
10 -أَصْلُهُ الْكِبْرُ وَالتَّرَفُّعُ جَحْداً * بِئْسَ مَنْ جَاءَ رَبَّهُ يَتَحَدَّى
11 -كَتَعَالِي إبْلِيسَ فِي كُفْرَانِهْ * وَتَمَادِي الأَتْبَاعِ مِنْ إِخْوَانِهْ
12 -الأُلَى [3] فِي اعْتِبَارِهِمْ لَمْ يُقِيمُوا * أَيَّ وَزْنٍ لِلْمَرْءِ وَهْوَ عَدِيمُ
(1) -الفاء هنا: زائدة على مذهب الأخفش، كما أشار إلى ذلك ابن بونا كما في: (تقريب طرة ابن بونا على ألفية ابن مالك في النحو) (2/ 514/515 - عطف النسق) -بقوله:
(بالزيد الأخفش الكبيرُ يَحْكم * للواو والفاء، وذا أُسلِّمُ
الأخفش ثلاثة: الكبير، والأوسط، والصغير.
والأخفش الصغير هو: أبو الحسن علي بن سليمان نحوي، صحب ثعلباً والمبرد، عرف بتضايقه من الأسئلة عن المسائل النحوية (ت:315 هـ) .
وإذا أُطلق الأخفش-في الغالب-فالمراد به: الأخفش الأكبر عادة.
(2) -وقد قصدت بهذا الرد على الرافضة الذين يعتقدون إسلام أبي طالب، ولكن من باب: (وإنا أو إياكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين) (سورة سبأ، رقم الآية:24) .
(3) -الألى: الموصولية بدون واو، والإشارية فيها واو-إذا كان المراد بها المتقدمين فهي إشارية، وإلا فموصولية.
الأُلَى: تقع على جمع المُذَكَّرِ العاقِلِ كثيراً، ولغيرِه قليلاً، وهي مَبنيَّةٌ على السكونِ، تقولُ: (سَرَّنِي الأُلَى ساهَمُوا في الدعوةِ إلى اللَّهِ) .
وجاء في: (تقريب طرة ابن بونا على ألفية ابن مالك) (1/ 99 - الموصول الاسمي) عند قول ابن مالك: (جَمْعُ الذِي الأُلَى ... ) :("الأُلى": على وزن الْعُلَى وتُكتبُ بغير واو، للعقلاء كثيراً ولغيرهم قليلاً، قال:
233 -رأيتُ بنِي عَمِّي الأُلَى يَخْذُلُونَنِي *) .