ولا يجوز أن نفرق بينهم، كما يفعل أهل الزيغ والضلال، وأهل البدع والانحلال؛ بل الصحابة كلهم عدول يجب توليهم جميعًا، ومن كفرَّهُم جميعًا فهو كافر، ومن اعتقد ارتدادهم فهو المرتد، ومن سب أحدًا منهم فهو المسبوب، ومن نال من أحد منهم فهو مبتدع ضال مارق -رضي الله عنهم وأرضاهم، وأخزى الله من أبغضهم وقلاهم-.
ولذلك شيخ الإسلام -هنا- يبين -في هذا البيت- أنه يتقرب إلى الله بحبهم، والتقرب بحب الصالحين عملٌ صالح، ليس المراد بالتقرب: التمسح بالصالحين، أو التعلق بهم من دون الله، أو دعائهم، أو الاستغاثة بهم، لا الصحابة، ولا غير الصحابة، ولا الأنبياء.
حتى الأنبياء لا يُستغاث بهم، ولا يُدْعوْنَ من دون الله، ولا الصحابة، ولا الصالحون، ولا الأولياء؛ فالاستغاثة بهم، أو دُعاؤهم من دون الله شرك أكبر يخرج من حظيرة الإسلام؛ لكننا نتوسل إلى الله بحبهم، وهو التوسل المشروع، وحبهم عمل صالح من أعمال القلوب الصالحة؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من السبعة الذين يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وافترقا عليه ) ).
ويقول صلى الله عليه وسلم: (( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يُحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) ).
تنبهتم إخوتي؟!
ولذلك فإن حب جميع المسلمين المخلصين، أهل السنة عبادة، وعمل يقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-.
فيجب أن نحب المسلمين لإسلامهم؛ المسلمين: أهل السنة، المستقيمين على طاعة الله، السائرين على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم -كما ذكرنا- أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ الذين بهم