في الاستسقاء وغيره، ولم يتوسلوا به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؛ لعلمهم أن المقامَ مقامُ دعاءٍ.
فهنا: شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- يتوسل بأمرين، يتقرب إلى الله بأمرين:
الأمر الأول: حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه من الأعمال الصالحة، من أعمال القلوب؛ حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أعمال القلوب.
الأمر الثاني: حب آل البيت؛ لأنهم لهم ميزة خاصة على غيرهم؛ فيجب أن يُحَبَّ المؤمن منهم محبة خاصة؛ فلذلك هو يتوسل إلى الله بهذين الأمرين، والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة؛ من أنواع التوسل المشروع؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار ) ). الصحابة الكرام!
والصحابي: هو كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنًا به، ومات على ذلك، ولو تخللت ذلك ردة، على الصحيح.
وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم عدول، يجب توليهم، والترضِّي عنهم، وحبهم، واعتقاد عدالتهم، وتفضيلهم على كل الناس بعد رسول صلى الله عليه وسلم، والأنبياء.
فهم صحبه الكرام، لا نفرق بين أحد منهم، كما فعل ذلك أهل الزيغ والبدع والضلال، وإنما نتولاهم جميعًا بلا استثناء، وعلى رأسهم العشرة المبشرون بالجنة، وعلى رأس هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي -رضي الله عنهم-، وبعد العشرة يأتي أهل بدر، ثم المهاجرون، ثم الأنصار، ثم أهل بيعة شجرة الرضوان، ثم من أسلم قبل الفتح، ثم من أسلم بعد الفتح.
فيجب توليهم جميعًا، وقد تجاوزا مئة وعشرين ألفًا يوم حجة الوداع.