فهرس الكتاب
الصفحة 6 من 42

من المعلوم في الشرع أن أحد أنواع التوسل المشروعة؛ هي التوسل بالعمل الصالح؛ لأن التوسل -كما تعلمون-رحمني الله وإياكم- على ثلاثة أقسام:

الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته؛ كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) ).

الثاني: التوسل إلى الله بالعمل الصالح؛ كقول الله -سبحانه وتعالى- حكاية عن الحورايين: {رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53] .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع رجلاً يدعو قائلاً: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد؛ قال صلى الله عليه وسلم: (( لقد دعا اللهَ باسمه الأعظم الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب ) ).

وقد جمع في هذا الدعاء بين التوسل بأسماء الله وصفاته، والتوسل بالأعمال الصالحة.

والعمل الصالح الذي يتوسل به لابد له من شرطين:

-أن يكون خالصًا لوجه الله.

-أن يكون موافقًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

الثالث: التوسل إلى الله -تعالى- بدعاء المسلم الصالح الحي القادر على الدعاء؛ كما جاء في حديث استسقاء الصحابة -رضوان الله عليهم- بدعاء عمر بن الخطاب، وفي حديث الرجل الذي في الصحيحين الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: يا رسول الله! هلكت الأموال، وتقطعت السبل؛ فادع الله أن يغيثنا، وغير ذلك من أدلة التوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح.

وكانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتوسلون بدعائه، وبعد وفاته عليه الصلاة والسلام يختارون من يتوسمون فيه الصالح؛ فيطلبون منه الدعاء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام