الله -جل وعلا-، واعتمدت عليه، واستعنت به وحده؛ فإنني أسير على هذا المنهج الحق الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، وهكذا ينبغي -بل يجب- أن يكون هذا شأن كل مسلم، يجتهد في اتباع منهج السلف، بعد أن يتعلم، ويتفقه في دين الله؛ لأن الفقه في دين الله يحمي الله به المؤمن من الإفراط والتفريط؛ لأنه المنهج الوسط الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابُه، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90] .
فعليك -يا عبدَ اللهِ! - أن تلزم هذا المنهج، وأن تسير عليه، وسنبيِّنُ طريق السير عليه، كيف يكون، وما أسبابه -بإذن الله -تبارك وتعالى-.
وأن لا يثنيه عنه أيُّ أمر إلى أن يلقى الله -تبارك وتعالى- وهو على ذلك؛ وذلك بالاعتماد على الله، والتوكل عليه، وسؤاله الثبات على الحق؛ ولذلك أمرنا أن نسأل الله الثبات في السجود: (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) )، قال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ) ).
فعلى المسلم أن يجتهد في السير على منهج السلف الصالح، بعيدًا عن الإفراط والتفريط؛ لأن هذا هو الطريق السوي الذي يقرِّبُ إلى الله -عزَّ وجل-، وهو طريق النجاة، وهو طريق الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والجماعة المؤمنة التي تسعى أن تكون ثابتة على هدي النبي صلى الله عليه وسلم. فنسأل الله أن يثبتنا وإياكم عليها.
[المتن]
«حُبُّ الصَّحابَةِ كُلِّهِمْ لي مَذْهَبٌ ** وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسَّلُ»
[الشرح]