فقد شارك في الجهاد ضد التتار والمغول، وشارك بجهاده في الذب عن العقيدة، وتقرير عقيدة السلف، ودحض شبه المشبهين؛ كما شارك بقلمه السيَّال في إثراء المكتبة الإسلامية بما صفا، وطاب من منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة، والفقه، والسلوك؛ ومن ذلك: هذه القصيدة.
ثم بعد أن نادى سائله ليُبين له عقيدته؛ بيَّن أن مَن رُزِقَ الفقه في الدين؛ هو الذي يُهدى؛ يهديه الله إلى عقيدة السلف الصالح، ويسأل عنها؛ ليعض عليها بالنواجذ، وليسير عليها، وليلزمها؛ لأنه طريقُ: {الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] ومن شذ عن هذا المنهج؛ فهو متبع لغير سبيل المؤمنين؛ قال الله -عزَّ وجل-: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] . ولذلك: «فإن كل خير في اتباع من سلف ** وكل شر في اتباع من خلف»
[المتن]
«اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ فِي قَولِه ** لا يَنْثَنِي عَنْهُ ولا يَتَبَدَّلُ»
[الشرح]
يُبين لمخاطَبه بأن كلامه الذي سيقوله هو الكلام الحق الذي لا مرية فيه، وأنه ثابت عليه ثبوت الجبال الراسيات، وهذا هو الذي يجب أن يكون عليه كل مؤمن، بأن يتمسك بالعقيدة الصافية المستمدة من كتاب الله -جلَّ وعلا- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفق منهج السلف الصالح؛ فهو يقول: أيها الأخ المسلم الذي تبحث عن الحق عليك أن تسمع ما أقوله، والذي أخذته من كتاب الله -جلَّ وعلا- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والذي لا يثنيني عنه أي ثانٍ، ولا يمنعني من سلوكه - طالما توكلت على