فهرس الكتاب
الصفحة 3 من 42

[المتن]

«يا سَائِلِي عَنْ مَذْهَبِي وعَقِيدَتِي ** رُزِقَ الهُدَى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ»

[الشرح]

بدأ الشيخ - رحمه الله تعالى - بهذا البيت:

«يا سَائِلِي عَنْ مَذْهَبِي وعَقِيدَتِي * رُزِقَ الهُدَى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَلُ»

بدأ -رحمه الله تعالى- بمخاطبة إخوانه المسلمين الذين يسألونه عن مذهبه، وعقيدته؛ لأن البعض يشكك، ولا سيما أولئك الذين ابتلوا بالانحراف في العقيدة، بالوقوع في البدع والخرافات؛ بل وربما أحيانًا في الشركيَّات؛ فإنه أراد أن يُبيِّن لهم معتقده هذا؛ حتى يتضح أنه موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

والعقيدة هو ما يعقد عليه القلب، قد تكون عقيدة فاسدة، وقد تكون صالحة؛ ولذلك فإنها تتضح من خلال توجه صاحبها، فمن اعتقد منهج أهل السنة والجماعة وسار على ذلك؛ فهي العقيدة الصحيحة السُّنية السلفية، ومن حاد عن ذلك؛ فهي عقيدة خرافية، بغض النظر عن قربها، أو بعدها من هَدْي الإسلام، بحسب حال صاحبها.

والمذهب هو المنهج الذي يسير عليه المرءُ: في الفقه، في السلوك، في التعامل، في العبادة، في الحدود، في الأحكام؛ فالمذهب هو الطريقة، ولا يلزم إذا قيل: مذهب فلان كذا من السلف، أو مذهب أهل السنة كذا؛ أن يكون مذهبًا يختص به دون غيره من أهل السنة، وإنما المراد أنه يتمذهب، ويسير على طريقة أهل السنة والجماعة: قولاً، وعملاً، واعتقادًا، فلا يحيد عن ذلك قِيدَ أُنملة، يلزم السنة، يتمسك بها، يعض عليها بالنواجذ، بكل ما يستطيع.

وشيخ الإسلام: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن يتيمة، المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة؛ معروفٌ بجهاده: بلسانه، وقلمه، ونفسه؛

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام