فكل قوم يختصون بأيامهم وبأعيادهم ولذلك قال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: (هذا عيدنا) ، يدل على الاختصاص أي لا عيد لنا إلا ما خصصه رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي عيد الفطر وعيد الإضحى -
وقال شيخ الإسلام رحمه الله إن تعليل الإباحة للجواري في يوم العيد: (فيه دلالة على أن اللعب في هذا اليوم خاص بنا ولا يتعدى إلى أعياد الكفار، فلا يرخص اللعب في أعيادهم) .
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ: (أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: نَحْنُ الاخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمِ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ) [1] .
فهذا اختصاص وتفضيل من الله تعالى لنا بعيد أسبوعي - يوم الجمعة - نخالفهم فيه وفضلنا به عليهم وهدانا إليه وأضلهم وكذا حكم العيد السنوي، يجب علينا أن خالفهم فيه أيضا.
وروى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهية الدخول على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن عطاء بن دينار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخط يتنزل عليهم) .
جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: (يا أمير المؤمنين هذه هدية) ، فقال: (ما هذه الهدية؟) ، قال: (هذا يوم النيروز) ، فقال علي: (فاصنعوا كل يوم فيروزا"- بالفاء - غير الاسم ولم يرض أن يشابهم حتى في الاسم، وقال"فاصنعوا كل يوم فيروزا) ، وأراد بذلك أي حتى تنتفي المشابهة والمشاركة في عيدهم، لا كما يظنه الجهال أنه إقرار منه حاشاه رضي الله عنه أرضاه.
وقد أجمع العلماءعلى تحريم التشبه بالكفار وحضور أعيادهم.
والله أعلم
(1) البخاري ومسلم والنسائي والإمام أحمد