الصفحة 5 من 12

أما قوله:

هذا نزيلك أضحى لا ... إلا جنابك يا سؤلي

نفى أن يكون له ملاذاً إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد نسي ربه وصرف عبودية قلبه لغيره. والعياذ واللياذ والالتجاء كل هذا عبودية لا تصلح لمخلوق، فتأمل ما يفعل الغلو بأهله.

وقوله:

يا مكرمي الضيف يا ... غوث الفقير ومرمى

النبي صلى الله عليه وسلم له الكمال وهو في الذروة العليا من جميع خصال الإيمان ومكارم الأخلاق، وقد أمر بإكرام الضيف وهو أولى بفعل ما يأمره به وترك ما ينهى عنه من غيره، وقد كان ذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، فما بال عباد القبور يطلبون منه إكرام الضيف بعد موته؟ ثم إن هذا الضيف مستحق للإهانة لا للكرامة حيث جاء إلى المخلوق الميت ورفعه إلى منزلة خالقه، وجعله عون الزمان وغوث الفقير ولا ملاذ له هو، فأسقط حق الإله لعبده.

أما قوله:

هذا مقام الذي ضاقت مذاهبه.

فمقام من ضاقت مذاهبه ليس قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو بين يدي من يجيب المضطر إذا دعاه ومن يقول: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60] .

وإذا كان هو -صلى الله عليه وسلم- يدعو ربه ويقول:"يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلا نفسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك"فكيف يصلح هو شأن غيره ويفرج ضيقه وهو يسأل ربه ذلك لعلمه أنه لا يستطيعه لنفسه فضلاً عن غيره، ويسأل ربه ألا يكله إلى نفسه طرفة عين لعلمه أنه لو وكل إلى نفسه لهلك.

وقوله:

وأنتم في الرجاء من أعظم السبب.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام