الشريعة التي نقصد .. والتطبيق الذي نريد
الكاتب؛ عبد العزيز كامل
يعيب الشانئون للشريعة من الذين كرهوا ما أنزل الله، على الدعاة إلى تحكيمها وتطبيقها، أنهم لا يعرفون ما يريدون ولا يحددون ما يقصدون من دعوتهم إلى الالتزام بنظامها في النفس والناس، ولهؤلاء يقال:"إن الشريعة التي نريد: هي كمال الامتثال القلبي لكل ما شرعه الله لعباده في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في واقع الحياة والالتزام بذلك بالقول والعمل بقدر الوسع والاستطاعة على مستوى الفرد والجماعة".
فكل الأحكام في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والنظام هي ما يسمى (شريعة) فهي الملة كلها، والدين بأصوله وفروعه، إنها كالماء الجاري بالحياة في شرائع الوديان، جريان الدم بالحياة في عروق الإنسان، لذلك كانت حياة الشريعة أن تكون هي شريعة الحياة، بحيث تنظم حياة الخلق، وفق ما يريد الخالق، فيقصدوا رضاه بالشرع، كما يقصد السالك مراده عن طريق سلوك الشارع، ويعرفوا مراد الله فيما يجب أن يعتقدوه، وما يتعين أن يتعبدوا الله به وفق ما يريد، لا ما وفق ما يريدون.
إن تعظيم واحترام أحكام الشريعة، هو الحد الأدنى لإيمان المؤمن وإسلام المسلم، لأنه لا إيمان ولا إسلام إلا بهذا الاحترام، ثم يأتي الامتثال والالتزام بحسب الوسع والطاقة على مستوى الأفراد والمجتمعات دون كذب على الله أو دجل على عباد الله، وعلى أساس ذلك الالتزام تقسم الطبقات في أعلى الدرجات أو سافل الدركات، وعلى قدر الأخذ أو الترك من هذه الشريعة في الدنيا، تكون مصائر العباد في الآخرة، لأنها الدين كله.