الصفحة 54 من 56

* نقول: فلتعرض الدعوات نفسها على سيرة الرسل في كتاب الله عز وجل لترى موضعها منها ثم تصحح مسيرتها، والله المستعان، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

(17) - وإن قلتَ لي: وما العلاج العاجل في أمر النصارى وما سيكيدونه من خلال هذا المجلس؟ وقوتي لا تماثل قوة الباطل؟ قلتُ لك: يا أخي أما من جهة القوة فهذه سنة مطردة في اتباع الرسل، تفاوت ما بينهم وبين خصومهم من الجهة المادية، وارجع لكتاب النبوة والأنبياء في ضوء القرآن -لأبي الحسن الندوي في بيان هذه المسألة، وقبل ارجع إلى كتاب الله عز وجل (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ) ، (وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً) ، ولكن عليك أن تأخذ بالأسباب المشروعة، وتتلمس علاجاً شرعياً لا علاجاً فاسداً، فإن أنت أخذت بالدعوة الحق التي ذكرت لك، وحذرت الناس الشرك، وأمرتهم بمعاداة أهله والتبرؤ منهم، وأن يعتقدوا بطلان كل شرعة ودين غير الإسلام الذي هو دين الرسل جميعاً، وأن من خالف الإسلام هو عدو الله ورسوله والمؤمنين.

* فإن سرت في طريق البيان والصبر فكل من اتخذ هذا المجلس أو غيره كوسائل الإعلام مقراً للكفر، وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله، ومشهداً للكفر، وتأليه البشر، وسب شريعة الإسلام، والاستهانة بآيات الله، والكيد للمؤمنين، سواء كان فاعل ذلك من النصارى أو غيرهم من الكفار، فعلاجه في الشرع كما يقول ابن تيمية في كتاب"الصارم المسلول" [وهو كتاب طيب يبين أحكام من سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو سب دين الإسلام، أو سب الله تعالى، وكذا محاد الله ورسوله والمؤمنين، وفيه كلام كثير طيب فارجع إليه] يقول:"فإنه يجب علينا أن نبذل دماءنا وأموالنا حتى تكون كلمة الله هي العليا، ولا يجهر من ديارنا بشيء من أذى الله ورسوله"وفي ص14"في قوله تعالى (وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) يبين أن الطعن في الدين من أقوى الأسباب الموجبة للقتال، وأنه يغلظ على الطاعن في الدين من العقوبة ما لا يغلظ على غيره، وأن الطعن في الدين هو الذي يجب أن يكون داعياً إلى قتالهم لتكون كلمة الله هي العليا -وص17 - إن الله سماهم أئمة الكفر لطعنهم في الدين، وكل طاعن في الدين هو من أئمة الكفر الواجب قتاله -وص18 - 19 - في قوله تعالى (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ) أمر الله سبحانه وتعالى بقتل الناكثين الطاعنين في الدين، وضمن لنا إن فعلنا ذلك أن يعذبهم بأيدينا ويخزيهم وينصرنا عليهم، ويشفي صدور المؤمنين، الذين تأذوا من نقضهم وطعنهم، وأن يذهب غيظ قلوبهم، لأنه رتب ذلك على قتالنا (لهم) ترتيب الجزاء على الشرط (لا على نزولنا مجلس التشريع) -ص19 - 20 - (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) إن شفاء صدور المؤمنين من ألم النكث، والطعن في الدين مقصود شرعاً، وأن ذلك يحصل إذا جاهدوا ... ويقول: إن الله جعل قتالهم هو السبب في حصول الشفاء، والأصل عدم سبب غيره [فتأمل قول -والأصل عدم سبب غيره] فيجب أن يكون القتال والقتل هو الشافي لصدور المؤمنين من مثل هذا -وص23 - قوله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) بعد قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) دليل على أن المحادة مغالبة ومعاداة، حتى يكون أحد المتحادين غالباً، والآخر مغلوباً، وإنما يكون بين أهل الحرب لا أهل السلم [يريدون أن يحولوا ذلك إلى حرب انتخابية، أو هتافات"أو ترق فيه الدماء) بلا عمل حقيقي، سبحان الله] والغلبة للرسل بالحجة والقهر، (الدعوة والقتال كما قلنا) فمن أمر منهم بالحرب نُصر على عدوه، ومن لم يؤمر بالحرب ملك عدوه، [ومعلوم أنا أمة مأمورة بالحرب، بل"جعل رزقي تحت ظل رمحي"] فعلم أن هؤلاء المحادين محاربون مغلوبون". ا. هـ"

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام