الصفحة 2 من 56

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد ..

لقد أوهم السلفيون والإخوان جموع متبوعيهم بأن المشاركة فى"الشرك الديمقراطى"الشرك السياسى والعمل الحزبى جائز للمصلحة وهذا كلام متهافت وفاسد وباطل بنص أقوال العلماء المشهود لهم مثل الشيخ"سليمان بن سحمان"وهو من هو علماً واجتهاداً وتحرياً للحق ونصرةً له كما عرف ذلك عنه - رحمه الله - وهو من أكبر وأشرف علماء الدعوة النجدية يتصاغر بجانبه من هو دونه.

فطلاب العلم والدعاة الموجودون تطيح كفتهم وتطيش إذا ما وزنت بهذا الجهبذ العلامة وقد عرض - رحمه الله - لشبهة المصلحة والمفسدة فيما يتعلق بتحكيم القوانين الوضعية ونصب حاكم يحكم بغير ما أنزل الله بحجة أننا لا نقوى على تحكيم الشرع أو أننا إذا حكمنا الشرع ودعونا إليه قتل بعضنا بعضاً لأن هناك من لا يرضى بحكم الشرع وهذه مفسدة تفضى إلى قتال المسلمين فيما بينهم - بين من يحبذون الشرع ومن يرفضونه - فأجاب - رحمه الله - بما أفاد وأجاد وفصل وبين بما لا مزيد عليه فى رسالته النافعة"كلمات فى الطاغوت"وهى موجودة فى أخر المجلد العاشر من كتاب"الدرر السنية".

وإرغاماً للمجادلين وقطعاً لحجة المبطليين الذين قالوا: إنا وجدنا شيوخنا فاعلين ففعلنا، وقائلين فقلنا وداعين إلى الشرك السياسى فدعونا.

نسوق هذه الرسالة لعل الله -عز وجل - يفتح بها قلوباً عمياً وأذاناً صماً

فهذا عالم فذ جهبذ لا يوازنه شيوخكم مجتمعين محدثين وفقهاء وبالطبع فلا مكان لوعاظ السلاطين فإنهم عند العد لا يحتسبون وعند الله لا يذكرون.

فالله الله فى أنفسكم فإنكم تحاولون تسويد النهار وتبييض الليل فأنى لكم أن تدركوا هذه الغاية، لا والله لا أجد لكم مثلا إلا كما قال الله تعالى"كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه".

فما جهدكم إلا إلى ضياع وسوف تحصلون بعد الجهد عناء الندم ولا ينفعكم يومها ندم، يقول الواحد منكم"يا ليتنى عملت بالشريعة"،"يا ليتنى اتخذت مع النبى سبيلا"،"يا ليتنى لم أتخذ الديمقراطية سبيلا"،"ما أضلنى إلا دعاة الشرك السياسى دهاقين المصلحة والمفسدة والتى هى صناعة الهوى منذ زمن اليهود"، أيها المسلم الآن عجل بنصرة الشريعة وارفع لواء الحق وسر على درب النبى - صلى الله عليه وسلم-.

فوالله الذى لا إله إلا هو لا طريق إلى الجنة إلا طريقه-صلى الله عليه وسلم-وغير طريقه لا يؤدى إلا إلى النار.

طريق القوانيين الوضعية وإعطاء حق التشريع للبشر من دون الله لا يكون إلا شركا ولا يؤدى إلا إلى النار أعاذنا الله جميعا منها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام