إن المسلم و خصوصا من من يعيش في بلد إسلامي قد فطره الله على تعظيم الدين واحترام أهله، حتى و إن كان هو فاسق عاص فنفسه تحثه على احترام الإسلام و المسلمين، كما أن هذه النفوس فطرت على أن العداء للدين شيء مستقبح و شيء محرم تنفر منه النفوس، هذا فقط من الجانب الفطري أما إن أردنا الشرعي: فإن القرآن فيه من الآيات التي تبين كفر و فسق و نفاق كل من أظهر العداء للإسلام و المسلمين أو أعان على ذلك،
فإن الآيات قد دلت على تحريم و تجريم كل من والى الكفار و ساعدهم، و يدخل في ذلك دخولا أوليا من ساعدهم في الحرب على الإسلام و المسلمين
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 57] .
قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره [6/ 217] : (قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ} ، أي يعضدهم على المسلمين، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} ؛ بيّن تعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم ابن أبي، ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع الموالاة) .هـ
وقال تعالى:
{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران: 28] .
قال ابن جرير رحمه الله تعالى [3/ 228] : (ومعنى ذلك؛ لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفار ظهوراً وأنصاراً توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين، وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك فليس من الله في شيء، يعني فقد بريء من الله، وبريء الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر، {إلا أن تتقوا منهم تقاة} ؛ إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر، ولا تعينوهم على مسلم بفعل) .هـ
وقال تعالى:
{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً، الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء: 139] .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في (الدرر السنية) :
(واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح: إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين - ولو لم يشرك - أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم) .هـ